[ ص: 706 ] ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة 
في جمادى الأولى منها مرض الملك أبو كاليجار  صاحب بغداد   وهو في برية ، ففصد في يوم ثلاث مرات ، وحمل في محفة ، مات ليلة الخميس ، وانتهبت الغلمان الخزائن ، وأحرق الجواري الخيام ، سوى الخيمة التي هو فيها والخركاه التي كان بها ، وولي بعده ابنه أبو نصر  ، وسموه الملك الرحيم ، ودخل دار الخلافة في يوم مشهود ، وخلع عليه الخليفة سبع خلع ، وسوره وطوقه ، وجعل على رأسه التاج والعمامة السوداء الرصافية ، ووصاه الخليفة ، ورجع إلى داره ، وجاء الناس لتهنئته . 
وفيها دار السور على شيراز  وكان دوره اثني عشر ألف ذراع ، وارتفاعه ثمانية أذرع ، وعرضه ستة أذرع ، وفيه أحد عشر بابا . 
وفيها غزا إبراهيم ينال  بلاد الروم  ، فغنم مائة ألف رأس ، وأربعة آلاف درع ، وقيل : تسعة عشر ألف درع . ولم يبق بينه وبين القسطنطينية  إلا خمسة عشر يوما ، وحمل ما حصل له من المغانم على عشرة آلاف عجلة . 
وفيها خطب لذخيرة الدين أبي العباس محمد بن الخليفة القائم بأمر الله  على المنابر بولاية العهد بعد أبيه ، وحيي بذلك . 
 [ ص: 707 ] وفيها اقتتل الروافض  والسنة ، وجرت ببغداد  فتن يطول ذكرها . ولم يحج أحد من أهل العراق   في هذا العام أيضا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					