وممن توفي فيها من الأعيان :
الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله ، أبو محمد العباسي
ولد في المحرم سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ، وسمع من مؤدبه السيد الكبير أحمد بن منصور اليشكري ، وأبي الأزهر عبد الوهاب بن عبد الرحمن الكاتب ، وكان فاضلا دينا حافظا لأخبار الخلفاء ، عالما بأيام الناس ، صالحا ، أعرض عن ولاية الخلافة عن قدرة ، وآثر بها . وكانت وفاته في هذه السنة عن سبع وتسعين سنة ، وأوصى أن يدفن القادر بالله بباب حرب بغير تابوت ، فدفن قريبا من قبر الإمام . وكان يوم جنازته مشهودا ; مشى الأمراء والوزراء أحمد بن حنبل إلى المقبرة ، وجلس رئيس الرؤساء والبساسيري أبو القاسم بن المسلمة للعزاء من الغد .
عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان ، أبو القاسم الواعظ المعروف بابن شاهين
سمع من أبي بكر بن مالك وابن ماسي وأبي بحر البربهاري وابن المظفر . قال الخطيب : كتبت عنه ، وكان صدوقا . وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة ، ودفن [ ص: 708 ] بباب حرب ، رحمه الله .
، أبو القاسم ، المعروف بابن أبي عثمان الدقاق علي بن الحسن بن محمد بن المنتاب
قال الخطيب : سمع القطيعي وغيره ، وكان شيخا صالحا ، صدوقا دينا ، حسن المذهب .
، أبو الفرج الملقب بذي السعادات محمد بن جعفر بن أبي الفرج بن فسانجس الوزير
وزر لأبي كاليجار بفارس وبغداد ، وكان ذا مروءة غزيرة ، مليح الشعر والترسل ، ومن محاسنه أنه كتب إليه في رجل مات عن ولد له ثمانية أشهر ، وله من المال ما يقارب مائة ألف دينار ، فإن رأى الوزير أن يقترض من العين إلى حين بلوغ الطفل ، فكتب على ظهر الورقة : المتوفى رحمه الله ، والطفل جبره الله ، والمال ثمره الله ، والساعي لعنه الله ، ولا حاجة لنا إلى مال الأيتام . اعتقل ، ثم قتل في رمضان من هذه السنة عن إحدى وخمسين سنة .
بن غيلان بن حكيم بن غيلان ، أبو طالب البزار محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن عبد الله
روى عن جماعة ، وهو آخر من حدث عن أبي بكر [ ص: 709 ] الشافعي ، كان صدوقا دينا صالحا ، قوي النفس على كبر السن ، كان يملك ألف دينار ، فكان يصبها كل يوم في حجره فيقبلها ، ثم يردها إلى موضعها ، وقد خرج له الأجزاء الغيلانيات ، وهي سماعنا . وكانت وفاته يوم الاثنين سادس شوال من هذه السنة عن أربع وتسعين سنة ، ويقال : إنه بلغ مائة وخمس سنين ، فالله أعلم . الدارقطني
أبو كاليجار ، واسمه الملك المرزبان بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة
كانت وفاته في هذه السنة عن أربعين سنة وأشهر ، وقد ولي العراق نحوا من أربع سنين ، ونهبت له قلعة كان فيها ما يزيد على ألف ألف دينار ، وقام بالأمر من بعده ابنه الملك الرحيم أبو نصر .