( يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه ) الإشارة بهذا قيل : إلى التحميم والجلد في الزنا . وقيل : إلى قبول الدية في أمر القتل . وقيل : على إبقاء عزة النضير على قريظة ، وهذا بحسب الاختلاف المتقدم في سبب النزول . وقال : إن أوتيتم ، هذا المحرف المزال عن مواضعه فخذوه واعلموا أنه الحق ، واعملوا به . انتهى . وهو راجع لواحد مما ذكرناه ، والفاعل المحذوف هو الرسول ; أي : إن أتاكم الرسول هذا . الزمخشري
( وإن لم تؤتوه فاحذروا ) أي : وإن أفتاكم محمد بخلافه فاحذروا وإياكم من قبوله فهو الباطل والضلال . وقيل : فاحذروا أن تعلموه بقوله . وقيل : أن تطلعوه على ما في التوراة فيأخذكم بالعمل به . وقيل : فاحذروا أن تسألوه بعدها ، والظاهر الأول لأنه مقابل لقوله : فخذوه . فالمعنى : وإن لم تؤتوه وأتاكم بغيره فاحذروا قبوله . السدي
( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) قال الحسن وقتادة : فتنته ; أي : عذابه بالنار . ومنه يوم هم على النار يفتنون ; أي : يعذبون ; وقال : فضيحته ; وقيل : اختباره لما يظهر به أمره ; وقيل : إهلاكه ; وقال الزجاج ابن عباس ومجاهد : كفره وإضلاله ، يقال : فتنه عن دينه صرفه عنه ، وأصله فلن يقدر على دفع ما يريد الله منه . وقال : ومن يرد الله فتنته : تركه مفتونا وخذلانه ، فلن تستطيع له من لطف الله وتوفيقه شيئا . انتهى . وهذا على طريقة الاعتزال . وهذه الجملة جاءت تسلية للرسول وتخفيفا عنه من ثقل حزنه على مسارعتهم في الكفر . وقطعا لرجائه من فلاحهم . الزمخشري
( أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ) أي : سبق لهم في علم الله ذلك ، وأن يكونوا مدنسين بالكفر . وفي هذا وما قبله رد على القدرية والمعتزلة . وقال : أولئك الذين لم يرد الله أن يمنحهم من ألطافه ما يطهر به قلوبهم ، لأنهم ليسوا من أهلها لعلمه أنها لا تنفع ولا تنجع فيها . إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم . انتهى . وهو على مذهبه الاعتزالي . الزمخشري
( لهم في الدنيا خزي ) أي : ذل وفضيحة . فخزي المنافقين بهتك سترهم ، وخوفهم من القتل إن اطلع على كفرهم المسلمون ، وخزي اليهود : تمسكنهم وضرب الجزية عليهم ، وكونهم في أقطار الأرض تحت ذمة غيرهم وفي إيالته . وقال مقاتل : خزي قريظة بقتلهم وسبيهم ، وخزي بني النضير بإجلائهم .
( ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) وصف بالعظم لتزايده ; فلا انقضاء له ، أو لتزايد ألمه أو لهما .