الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت استحباب الخطبة ، فهي مشتملة على أربعة فصول :

                                                                                                                                            أحدها : حمد الله ، والثناء عليه .

                                                                                                                                            والثاني : الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                            والثالث : الوصية بتقوى الله وطاعته .

                                                                                                                                            والرابع : قراءة آية ، والأولى أن تكون مختصة بذكر النكاح كقوله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم [ النور : 32 ] وكقوله : وهو الذي خلق من الماء بشرا [ الفرقان : 54 ] . الآية ، فإن قرأ آية لا تتعلق بذكر النكاح جاز : لأن المقصود بها التبرك بكلام الله تعالى .

                                                                                                                                            وقد رويت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فيها : الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه [ ص: 165 ] ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم [ الأحزاب : 70 ، 71 ] الآية إلى آخرها .

                                                                                                                                            وروي عن علي بن أبي طالب - رضوان الله تعالى عليه - أنه خطب ، فقال : المحمود لله والمصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخير ما افتتح به كتاب الله ، قال الله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم الآية .

                                                                                                                                            وروي من خطب بعض السلف : الحمد لله شكرا لأنعمه وأياديه ، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه ، وصلى الله على محمد صلاة تزلفه وتحظيه ، واجتماعنا هذا مما قضاه الله وأذن فيه والنكاح مما أمر الله به ورضيه ، قال الله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم [ النور : 32 ] الآية ، فتكون الخطبة على ما وصفنا .

                                                                                                                                            قال الشافعي : وأحب أن يقول الولي مثل ما قال ابن عمر : قد أنكحتها على ما أمر الله - تعالى - به من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية