الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا تقرر ما ذكرنا من القولين ، فهي في حقوق الآدميين ، فأما حقوق الله تعالى فقد اختلف أصحابنا فيها على ثلاثة مذاهب :

                                                                                                                                            أحدها : أنها على قولين كحقوق الآدميين .

                                                                                                                                            [ ص: 308 ] والوجه الثاني : أنها تجب قولا واحدا : لأنه لا مطالب بها غير الحاكم ، وليست كحقوق الآدميين التي لها خصم يطلب .

                                                                                                                                            والوجه الثالث : أنها لا تجب قولا واحدا : لأن حق الله تعالى في شركهم أعظم ، وقد أقروا عليه ، فكذلك ما سواه من حقوقه ، وليس كذلك حقوق الآدميين : لأنهم فيها متشاجرون متظالمون ، ودار الإسلام تمنع من التظالم ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية