الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خيل ) ( س ) حديث طهفة ونستخيل الجهام هو نستفعل ، من : خلت إخال : إذا ظننت . أي نظنه خليقا بالمطر . وقد أخلت السحابة وأخيلتها .

                                                          ومنه حديث عائشة كان إذا رأى في السماء اختيالا تغير لونه الاختيال أن يخال فيها المطر .

                                                          ( هـ ) وفي حديث آخر كان إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر المخيلة : موضع الخيل ، وهو الظن ، كالمظنة ، وهي السحابة الخليقة بالمطر . ويجوز أن تكون مسماة بالمخيلة التي هي مصدر ، كالمحبسة من الحبس .

                                                          ومنه الحديث ما إخالك سرقت أي ما أظنك . يقال : خلت إخال بالكسر والفتح ، والكسر أفصح وأكثر استعمالا ، والفتح القياس .

                                                          وفيه من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه الخيلاء والخيلاء بالضم والكسر الكبر والعجب . يقال : اختال فهو مختال . وفيه خيلاء ومخيلة : أي كبر .

                                                          [ ص: 94 ] ومنه الحديث من الخيلاء ما يحبه الله ، يعني في الصدقة وفي الحرب ، أما الصدقة فأن تهزه أريحية السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه ، فلا يستكثر كثيرا ، ولا يعطي منها شيئا إلا وهو له مستقل . وأما الحرب فأن يتقدم فيها بنشاط وقوة نخوة وجنان .

                                                          ومنه الحديث بئس العبد عبد تخيل واختال هو تفعل وافتعل منه .

                                                          ( هـ ) وحديث ابن عباس كل ما شئت والبس ما شئت ، ما أخطأتك خلتان : سرف ومخيلة .

                                                          ( س ) وفي حديث زيد بن عمرو بن نفيل البر أبغي لا الخال يقال : هو ذو خال أي ذو كبر .

                                                          ( س ) وفي حديث عثمان كان الحمى ستة أميال ، فصار خيال بكذا وخيال بكذا وفي رواية خيال بإمرة ، وخيال بأسود العين وهما جبلان . قال الأصمعي : كانوا ينصبون خشبا عليها ثياب سود تكون علامات لمن يراها ويعلم أن ما في داخلها من الأرض حمى . وأصلها أنها كانت تنصب للطير والبهائم على المزدرعات فتظنه إنسانا فلا تسقط فيه .

                                                          ( هـ ) وفي الحديث يا خيل الله اركبي هذا على حذف المضاف ، أراد : يا فرسان خيل الله اركبي . وهذا من أحسن المجازات وألطفها .

                                                          وفي صفة خاتم النبوة عليه خيلان هي جمع خال ، وهو الشامة في الجسد .

                                                          ومنه الحديث كان المسيح عليه السلام كثير خيلان الوجه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية