الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  355 28 - حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان قال : حدثني أبو حازم ، عن سهل قال : كان رجال يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ذكر البخاري هذا الحديث في أول باب عقد الإزار على القفا معلقا حيث قال : وقال أبو حازم عن سهل : "صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على عواتقهم" وأخرجه هاهنا مسندا عن مسدد بن مسرهد ، عن يحيى القطان ، عن سفيان الثوري ، عن أبي حازم بالحاء المهملة سلمة بن دينار ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه إلى آخره ، وأخرجه أيضا عن محمد بن كثير ، وأخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع به ، وأخرجه أبو داود فيه عن محمد بن سليمان الأنباري ، عن وكيع به ، وأخرجه النسائي فيه عن عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى به ، ولفظ أبي داود عن سهل بن سعد قال : "رأيت الرجال عاقدي [ ص: 69 ] أزرهم في أعناقهم من ضيق الأزر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة كأمثال الصبيان ، فقال قائل : يا معشر النساء ، لا ترفعن رءوسكن حتى يرفع الرجال . ( ذكر معناه وإعرابه ) . قوله : "عن سفيان" قد ذكرنا أنه الثوري ، وقال الكرماني : يحتمل أن يكون سفيان بن عيينة لأنهما يرويان عن أبي حازم ( قلت ) نص المزي في الأطراف أنه سفيان الثوري . قوله : "كان رجال" قال الكرماني : التنكير فيه للتنويع أو للتبعيض ، أي : بعض الرجال ، ولو عرفه لأفاد الاستغراق ، وهو خلاف المقصود ، وتبعه بعضهم في شرحه فقال : التنكير فيه للتنويع ، وهو يقتضي أن بعضهم كان بخلاف ذلك ، وهو كذلك ، ( قلت ) ما في رواية أبي داود المذكورة يرد ما ذكراه لأن في روايته : رأيت الرجال بالتعريف . قوله : "يصلون" خبر كان . قوله : "عاقدي أزرهم" أصله عاقدين أزرهم ، فلما أضيف سقطت النون ، وهي حال ، ويجوز أن يكون انتصابه على أنه خبر كان ، ويكون قوله "يصلون" في محل النصب على الحال . قوله : "كهيئة الصبيان" ، وفي رواية أبي داود "كأمثال الصبيان" كما ذكرنا ، والمعنى قريب ، ومما يستنبط منه أن الثوب إذا كان يمكن الالتحاف به كان أولى من الاتزار به لأنه أبلغ في الستر .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية