الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أيى ) الهمزة والياء والياء أصل واحد ، وهو النظر . يقال : تأيا يتأيا تأييا ، أي : تمكث . قال :


                                                          قف بالديار وقوف زائر وتأي إنك غير صاغر

                                                          قال لبيد :


                                                          وتأييت عليه قافلا     وعلى الأرض غيايات الطفل

                                                          أي انصرفت على تؤدة . ابن الأعرابي : تأييت [ الأمر ] : انتظرت إمكانه . قال عدي :

                                                          [ ص: 168 ]

                                                          تأييت منهن المصير فلم أزل     أكفكف عني واتنا ومنازعا

                                                          ويقال : ليست هذه بدار تئية ، أي : مقام .

                                                          وأصل آخر ، وهو التعمد ، يقال : تآييت ، على تفاعلت ، وأصله تعمدت آيته وشخصه . قال :


                                                          به أتآيا كل شأن ومفرق

                                                          وقالوا : الآية العلامة ، وهذه آية مأياة ، كقولك علامة معلمة . وقد أييت . قال :


                                                          ألا أبلغ لديك بني تميم     بآية ما تحبون الطعاما

                                                          قالوا : وأصل آية أأية بوزن أعية ، مهموز همزتين ، فخففت الأخيرة فامتدت . قال سيبويه : موضع العين من الآية واو; لأن ما كان موضع العين [ منه ] واوا ، واللام ياء ، أكثر مما موضع العين واللام منه ياءان ، مثل شويت ، هو أكثر في الكلام حييت . قال الأصمعي : آية الرجل شخصه . قال الخليل : خرج القوم بآيتهم ، أي : بجماعتهم . قال برج بن مسهر :

                                                          [ ص: 169 ]

                                                          خرجنا من النقبين لا حي مثلنا     بآيتنا نزجي المطي المطافلا

                                                          ومنه آية القرآن ، لأنها جماعة حروف ، والجمع آي ، وإياة الشمس ضوءها ، وهو من ذاك ، لأنه كالعلامة لها . قال :


                                                          سقته إياة الشمس إلا لثاته     أسف ولم يكدم عليه بإثمد

                                                          تم كتاب الهمزة ويتلوه كتاب الباء

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية