الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6874 75 - حدثنا آدم ، حدثنا ابن أبي ذئب ، حدثنا الزهري ، عن سهل بن سعد الساعدي ، قال : جاء عويمر العجلاني إلى عاصم بن عدي فقال : أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فيقتله ، أفتقتلونه به ؟ سل لي يا عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله ، فكره النبي صلى الله عليه وسلم المسائل وعاب ، فرجع عاصم فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم كره المسائل ، فقال عويمر : والله لآتين النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء وقد أنزل الله تعالى القرآن خلف عاصم ، فقال له : قد أنزل الله فيكم قرآنا ، فدعا بهما فتقدما فتلاعنا ، ثم قال عويمر : كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها ففارقها ، ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بفراقها ، فجرت السنة في المتلاعنين ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : انظروها فإن جاءت به أحمر قصيرا مثل وحرة فلا أراه إلا قد كذب ، وإن جاءت به أسحم أعين ذا إليتين فلا أحسب إلا قد صدق عليها ، فجاءت به على الأمر المكروه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للجزء الأول للترجمة لأن عويمرا أفحش في السؤال ، فلهذا كره النبي صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها .

                                                                                                                                                                                  وآدم هو ابن أبي إياس يروي عن محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب بكسر الذال المعجمة ، واسمه هشام بن سعيد .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في كتاب اللعان في مواضع ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خلف عاصم " أي بعد رجوعه ، وأراد بالقرآن قوله تعالى : والذين يرمون أزواجهم الآية ، قوله : " فدعا بهما " أي بعويمر وزوجته ، قوله : " ولم يأمره " لأن نفس اللعان يوجب المفارقة ، وفيه خلاف ، قوله : " فجرت السنة " أي صار الحكم بالفراق بينهما شريعة ، قوله : " وحرة " بفتح الواو والحاء المهملة والراء وهي دويبة فوق العرسة حمراء ، وقيل دويبة حمراء تلزق بالأرض كالوزغة تقع في الطعام فتفسده ، قوله : " أسحم " أي أسود " أعين " أي واسع العين ، قوله : " ذا إليتين " هو على الأصل وإلا فالاستعمال على حذف التاء منه ، قيل كل الناس ذو إليتين أي عجيزتين ، وأجيب بأن معناه إليتين كبيرتين ، قوله : " على الأمر المكروه " أي الأسحم الأعين لأنه متضمن لثبوت زناها عادة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية