الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7123 186 - حدثنا أبو النعمان، حدثنا مهدي بن ميمون سمعت محمد بن سيرين يحدث عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرج ناس من قبل المشرق ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه قيل: ما سيماهم قال: سيماهم التحليق أو قال التسبيد.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم". وأخرجه عن أبي النعمان محمد بن الفضل، عن مهدي بن ميمون الأزدي، عن محمد بن سيرين، عن أخيه معبد بن سيرين بفتح الميم، والأربعة بصريون.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يخرج ناس من قبل المشرق" تقدم في الفتن أنهم الخوارج.

                                                                                                                                                                                  قوله: "تراقيهم" جمع ترقوة بفتح أوله وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو، وهي العظم الذي بين نقرة النحر والعاتق.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يمرقون" أي: يخرجون.

                                                                                                                                                                                  قوله: "من الرمية" بكسر الميم الخفيفة وتشديد الياء آخر الحروف فعيلة بمعنى المرمية أي: المرمى إليها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إلى فوقه" بضم الفاء وهو موضع الوتر من السهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ما سيماهم" بكسر المهملة مقصورا وممدودا العلامة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "التحليق" هو إزالة الشعر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أو التسبيد" بالمهملة والباء الموحدة، وهو استيصال الشعر، فإن قلت: يلزم من وجود العلامة وجود ذي العلامة، فكل محلوق الرأس منهم لكنه خلاف الإجماع، قلت: كان في عهد الصحابة لا يحلقون رؤوسهم إلا في النسك أو الحاجة، وأما هؤلاء فقد جعلوا الحلق شعارهم، ويحتمل أن يراد به حلق الرأس واللحية وجميع شعورهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية