[ ص: 310 ] nindex.php?page=treesubj&link=7856_7860_7920_8392_24770_25561_29677_33439_34092_34122_34308_34494nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم .
[4]
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإذا لقيتم الذين كفروا في المحاربة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فضرب الرقاب مصدر بمعنى الفعل; أي: فاضربوا الرقاب ضربا، المعنى: إذا لقيتموهم، فاقتلوهم، وعين من أنواع القتل أشهره وأعرفه، فذكره.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4حتى إذا أثخنتموهم أكثرتم فيهم القتل، وأوهنتموهم به.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فشدوا الوثاق أي: فأسروهم، واحتفظوا بهم حتى لا يفلتوا منكم، ولما قوي الإسلام، نزل:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإما منا بعد أي: تمنون عليهم منا بإطلاقهم بعد أسرهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4وإما فداء أي: تفادوهم فداء; أي: أنتم مخيرون في ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4حتى تضع الحرب أي: أصحابها.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4أوزارها سلاحها، فيمسكوا عن الحرب، وأصل الوزر: ما يحمله الإنسان.
واختلفوا في حكم الآية، فقال قوم: هي منسوخة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=57فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم [الأنفال: 57] ، وبقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم [التوبة: 5] ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة، وذهب آخرون إلى أنها محكمة، والإمام بالخيار في الرجال العاقلين من الكفار إذا وقعوا في الأسر بين أن يقتلهم، أو يسترقهم، أو يمن عليهم فيطلقهم بلا عوض، أو يفاديهم بالمال، أو بأسارى المسلمين، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد; لأنه
[ ص: 311 ] عمل به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء بعده، ومعنى الآية: أثخنوا المشركين بالقتل والأسر حتى يدخل أهل الملل كلها في الإسلام،
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39ويكون الدين كله لله [الأنفال: 39]، فلا يكون بعده جهاد ولا قتال، وذلك عند نزول
عيسى ابن مريم -عليه السلام-.
وجاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674093 "الجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال". nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ذلك أي: الأمر ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ولو يشاء الله لانتصر منهم فأهلكهم بغير قتال.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ولكن أمركم بالقتال
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ليبلو بعضكم ببعض ليختبر المؤمنين بالكافرين; بأن يجاهدوهم، فيستوجبوا الثواب، والكافرين بالمؤمنين; بأن يعاجلهم على أيديهم ببعض عذابهم; ليرتدع بعضهم عن الكفر.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4والذين قتلوا في سبيل الله قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو، nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب، وحفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم: (قتلوا) بضم القاف وكسر التاء من غير ألف بينهما; يعني: الشهداء، وقرأ الباقون: بفتح القاف والتاء وألف بينهما; يعني: المجاهدين.
[ ص: 312 ] nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فلن يضل أعمالهم روي أنها نزلت يوم أحد، وقد فشت في المسلمين الجراحات والقتل.
* * *
[ ص: 310 ] nindex.php?page=treesubj&link=7856_7860_7920_8392_24770_25561_29677_33439_34092_34122_34308_34494nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ .
[4]
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْمُحَارَبَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَضَرْبَ الرِّقَابِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفِعْلِ; أَيْ: فَاضْرِبُوا الرِّقَابَ ضَرْبًا، الْمَعْنَى: إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ، فَاقْتُلُوهُمْ، وَعَيَّنَ مِنْ أَنْوَاعِ الْقَتْلِ أَشْهَرَهُ وَأَعْرَفَهُ، فَذَكَرَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِمُ الْقَتْلَ، وَأَوْهَنْتُمُوهُمْ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَشُدُّوا الْوَثَاقَ أَيْ: فَأْسِرُوهُمْ، وَاحْتَفِظُوا بِهِمْ حَتَّى لَا يُفْلِتُوا مِنْكُمْ، وَلَمَّا قَوِيَ الْإِسْلَامُ، نَزَلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ أَيْ: تَمُنُّونَ عَلَيْهِمْ مَنًّا بِإِطْلَاقِهِمْ بَعْدَ أَسْرِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4وَإِمَّا فِدَاءً أَيْ: تُفَادُوهُمْ فِدَاءً; أَيْ: أَنْتُمْ مُخَيَّرُونَ فِي ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَيْ: أَصْحَابُهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4أَوْزَارَهَا سِلَاحَهَا، فَيُمْسِكُوا عَنِ الْحَرْبِ، وَأَصْلُ الْوِزْرِ: مَا يَحْمِلُهُ الْإِنْسَانُ.
وَاخْتَلَفُوا فِي حُكْمِ الْآيَةِ، فَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=57فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ [الْأَنْفَالِ: 57] ، وَبِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ [التَّوْبَةِ: 5] ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ، وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهَا مُحْكَمَةٌ، وَالْإِمَامُ بِالْخِيَارِ فِي الرِّجَالِ الْعَاقِلِينَ مِنَ الْكُفَّارِ إِذَا وَقَعُوا فِي الْأَسْرِ بَيْنَ أَنْ يَقْتُلَهُمْ، أَوْ يَسْتَرِقَّهُمْ، أَوْ يَمُنَّ عَلَيْهِمْ فَيُطْلِقَهُمْ بِلَا عِوَضٍ، أَوْ يُفَادِيَهُمْ بِالْمَالِ، أَوْ بِأَسَارَى الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدَ; لِأَنَّهُ
[ ص: 311 ] عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْخُلَفَاءُ بَعْدَهُ، وَمَعْنَى الْآيَةِ: أَثْخِنُوا الْمُشْرِكِينَ بِالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ حَتَّى يَدْخُلَ أَهْلُ الْمِلَلِ كُلِّهَا فِي الْإِسْلَامِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ [الْأَنْفَالِ: 39]، فَلَا يَكُونُ بَعْدَهُ جِهَادٌ وَلَا قِتَالٌ، وَذَلِكَ عِنْدَ نُزُولِ
عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.
وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674093 "الْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ". nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ذَلِكَ أَيِ: الْأَمْرُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ فَأَهْلَكَهُمْ بِغَيْرِ قِتَالٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4وَلَكِنْ أَمَرَكُمْ بِالْقِتَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ لِيَخْتَبِرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْكَافِرِينَ; بِأَنْ يُجَاهِدُوهُمْ، فَيَسْتَوْجِبُوا الثَّوَابَ، وَالْكَافِرِينَ بِالْمُؤْمِنِينَ; بِأَنْ يُعَاجِلَهُمْ عَلَى أَيْدِيهِمْ بِبَعْضِ عَذَابِهِمْ; لِيَرْتَدِعَ بَعْضُهُمْ عَنِ الْكُفْرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو، nindex.php?page=showalam&ids=17379وَيَعْقُوبُ، وَحَفْصٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ: (قُتِلُوا) بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ بَيْنَهُمَا; يَعْنِي: الشُّهَدَاءَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: بِفَتْحِ الْقَافِ وَالتَّاءِ وَأَلِفٍ بَيْنَهُمَا; يَعْنِي: الْمُجَاهِدِينَ.
[ ص: 312 ] nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ رُوِيَ أَنَّهَا نَزَلَتْ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَدْ فَشَتْ فِي الْمُسْلِمِينَ الْجِرَاحَاتُ وَالْقَتْلُ.
* * *