الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
التذكير بآلاء الله، وبأيام الله

والتذكير بآلاء الله، وبأيام الله أيضا يكون على هذا الأسلوب كما يكون شائعا فيما بينهم فيألفونها. [ ص: 88 ]

فاختلفت شرائع الأنبياء لهذه النكتة.

ومثل هذا الاختلاف كمثل اختلاف الطبيب إذا دبر أمر المريضين، فيصف لأحدهما دواء باردا، وغذاء باردا، ويأمر لآخر بدواء حار، وغذاء حار.

وغرض الطبيب في الموضعين واحد، وهو إصلاح الطبع، وإزالة المفسد لا غير، وقد يصف في كل إقليم دواء وغذاء على حدة بحسب عادة الإقليم.

ويختار في كل فصل تدبيرا موافقا بحسب طبع الفصل.

وهكذا الحكيم الحقيقي -جل مجده- لما أراد أن يعالج من ابتلي بالمرض النفساني، ويقوي الطبع، والقوة الملكية، ويزيل المفسد، اختلفت المعالجة بحسب اختلاف أقوام كل عشر، واختلاف عاداتهم، ومشهوراتهم ومسلماتهم.

أنموذج من الخصال اليهودية التي تسربت إلى هذه الأمة

وبالجملة: فإن شئت أن ترى أنموذج اليهود، فانظر إلى علماء السوء من الذين يطلبون الدنيا، وقد اعتادوا تقليد السلف، وأعرضوا عن نصوص الكتاب والسنة، وتمسكوا بأحاديث موضوعة، وتأويلات فاسدة، كأنهم هم.

التالي السابق


الخدمات العلمية