الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2967 - "أيما رجل ظلم شبرا من الأرض؛ كلفه الله (تعالى) أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين ؛ ثم يطوقه يوم القيامة؛ حتى يقضى بين الناس"؛ (طب)؛ عن يعلى بن مرة ؛ (ح) .

التالي السابق


(أيما رجل ظلم شبرا من الأرض) ؛ ذكر الشبر إشارة إلى استواء القليل؛ والكثير؛ في الوعيد؛ (كلفه الله أن يحفره [ ص: 146 ] حتى يبلغ آخر سبع أرضين) ؛ بفتح الراء؛ وتسكن؛ (ثم يطوقه) ؛ بضم أوله؛ على البناء للمجهول؛ وفي رواية: "فإنه يطوقه"؛ (يوم القيامة) ؛ أي: يكلف نقل الأرض التي أخذها ظلما؛ إلى المحشر؛ وتكون كالطوق في عنقه؛ لا أنه طوق حقيقة؛ أو معناه: يعاقب بالخسف إلى سبع أرضين؛ فتكون كل أرض حالتئذ كالطوق في عنقه؛ والظلم المذكور لازم له في عنقه؛ لزوم الطوق؛ وبالأول جزم القشيري ؛ وصححه البغوي ؛ ولا مانع أن تتنوع هذه الصفات لهذا الجاني؛ أو تنقسم أصحاب هذه الجناية؛ فيعذب بعضهم بهذا؛ وبعضهم بهذا؛ بحسب قوة المفسدة؛ وضعفها؛ ذكره ابن حجر - رحمه الله (تعالى) -؛ ويستمر كذلك؛ (حتى يقضى بين الناس) ؛ ثم يصير إلى الجنة؛ أو إلى النار؛ بحسب إرادة العزيز الجبار؛ وهذا وعيد شديد للغاصب؛ قاطع بأن الغصب من أكبر الكبائر .

(طب) ؛ وكذا في الصغير؛ (عن يعلى بن مرة ) ؛ ورواه عنه أيضا أحمد ؛ بعدة أسانيد؛ قال الهيثمي : ورجال بعضها رجال الصحيح؛ ورواه عنه أيضا ابن حبان ؛ من هذا الوجه؛ وكان ينبغي للمؤلف عزوه له؛ ولأحمد ؛ فإنهما مقدمان عندهم على العزو للطبراني .




الخدمات العلمية