الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  486 157 - حدثنا عثمان ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : أعدلتمونا بالكلب والحمار ، لقد رأيتني مضطجعة على السرير ، فيجيء النبي - صلى الله عليه وسلم - فيتوسط السرير فيصلي ، فأكره أن أسنحه ، فأنسل من قبل رجلي السرير حتى أنسل من لحافي .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وجه مطابقته للترجمة قد ذكرناه الآن .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم ستة ، الأول : عثمان بن أبي شيبة ، وهو عثمان بن محمد بن أبي شيبة ، واسم أبي شيبة : إبراهيم بن عثمان أبو الحسن العبسي الكوفي أخو أبي بكر بن أبي شيبة ، مات في المحرم سنة تسع وثلاثين ومائتين ، وهو أكبر من أبي بكر بثلاث سنين .

                                                                                                                                                                                  الثاني : جرير بفتح الجيم ابن عبد الحميد الرازي كوفي الأصل .

                                                                                                                                                                                  الثالث : منصور بن المعتمر السلمي الكوفي .

                                                                                                                                                                                  الرابع : إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي .

                                                                                                                                                                                  الخامس : الأسود بن يزيد النخعي الكوفي خال إبراهيم المذكور .

                                                                                                                                                                                  السادس : أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها - .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه العنعنة في أربعة مواضع ، وفيه القول ، وفيه أن رواته كلهم كوفيون ، وفيه رواية التابعي عن التابعي ، عن الصحابية .

                                                                                                                                                                                  ( ( ذكر تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره ) ) أخرجه البخاري أيضا بعد خمسة أبواب ، عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، وأخرجه مسلم في الصلاة أيضا ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير ، وأخرجه فيه أيضا ، عن عمرو الناقد ، وأبي سعيد الأشج ، وعمر بن حفص بن غياث به .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) . قوله : " أعدلتمونا " الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإنكار : أي : لم عدلتمونا ؟ وقالت ذلك حيث قالوا : يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة .

                                                                                                                                                                                  . قوله : " لقد رأيتني " بضم التاء المثناة من فوق ، وقال الكرماني : رأيتني بلفظ المتكلم ، وكون ضميري الفاعل والمفعول عبارتين عن شيء واحد من جملة خصائص أفعال القلوب .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) : المعنى : رأيت نفسي حتى لا يقال فيه : كون الفاعل والمفعول واحدا . قوله : " مضطجعة " نصب على الحال لأن الرؤية هنا من رؤية العين . قوله : " أن أسنحه " بفتح النون والحاء المهملة ، وقال الخطابي : هو من قولك : سنح لي الشيء إذا عرض ، تريد : أني أكره أن أستقبله ببدني في صلاته ، ومن هذا سوانح الظبا وهو ما يعترض المسافرين فيجيء عن مياسرهم ويجوز إلى ميامنهم ، وقال ابن الجوزي وغيره : السانح عند العرب ما يمر بين يديك عن يمينك وكانوا يتيمنون به ، ومنهم من قال عن يسارك إلى يمينك ؛ لأنه أمكن للرمي والبارح عكسه ، والعرب تتطير به ، وقال صاحب العين : أسنحه : أي : أظهر له ، وكل ما عرض لك فقد سنح .

                                                                                                                                                                                  . قوله : " فأنسل " بصيغة المتكلم من المضارع عطفا على أكره : أي : أخرج بخفة أو برفق ، . قوله : " من قبل " بكسر القاف ، ورجلي بلفظ التثنية مضافا إلى السرير .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر ما يستفاد منه ) فيه جواز الصلاة على السرير ، وفيه دلالة على أن مرور المرأة بين يدي المصلي لا يقطع صلاته ؛ لأن انسلالها من لحافها كالمرور بين يدي المصلي ، وقد استوفينا الكلام فيه فيما مضى .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية