الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5806 181 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب، أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره، فسلمت عليه، فقال: من هذه؟ فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب، فقال: مرحبا بأم هانئ، فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا قد أجرته; فلان بن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ، قالت أم هانئ: وذاك ضحى.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " زعم ابن أمي". وأبو النضر، بفتح النون وسكون الضاد المعجمة، واسمه سالم بن أبي أمية، مولى عمر بن عبيد الله بن معمر القرشي التيمي المدني. وأبو مرة، بضم الميم وتشديد الراء، مولى أم هانئ، بكسر النون، وقيل: بالهمز، واسمها فاختة، بالفاء والخاء المعجمة والتاء المثناة من فوق، بنت أبي طالب.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في أول كتاب الصلاة في باب: الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به، فإنه أخرجه هناك عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك.. إلى آخره. ومضى أيضا في كتاب التهجد في باب صلاة الضحى في السفر، ومضى الكلام فيه في كتاب الصلاة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " مرحبا"؛ أي: لقيت رحبا وسعة، وقيل: معناه رحب الله بك مرحبا؛ فجعل المرحب موضع الترحيب. قوله: " ثماني" بكسر النون وفتح الياء، قال الكرماني: بفتح النون، والأول أصح. قوله: " فلما انصرف"؛ أي: من صلاته. قوله: " زعم"؛ أي: قال ابن أمي، وهو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قالوا: إن "زعم" قد تستعمل في القول المحقق. قوله: " قاتل"؛ اسم فاعل بمعنى الاستقبال. قوله: " أجرته" بقصر الهمزة؛ أي: أمنته وجعلته في أمن. قوله: " فلان بن هبيرة"؛ أي: ذلك الرجل هو فلان بن هبيرة، قيل: اسمه الحارث بن هشام المخزومي. قوله: " وذاك"، ويروى: " وذلك ضحى" بضم الضاد وتنوين الحاء، واعلم أن معنى الضحاء، بالفتح، والضحوة والضحى. أما الضحى؛ فهو إذا علت الشمس إلى ربع السماء فما بعده، وأما الضحوة؛ فهو ارتفاع أول النهار، وأما الضحى فما فوقه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية