الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6832 33 - حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب : أن عبيد الله بن عبد الله أخبره أن أبا هريرة وزيد بن خالد أخبراه أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ح وحدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، أن أبا هريرة قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قام رجل من الأعراب فقال : يا رسول الله اقض لي بكتاب الله ، فقام خصمه فقال : صدق يا رسول الله ، اقض له بكتاب الله وأذن لي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : قل ، فقال : إن ابني كان عسيفا على هذا - والعسيف الأجير - فزنى بامرأته ، فأخبروني أن على ابني الرجم ، فافتديت منه بمائة من الغنم ووليدة ، ثم سألت أهل العلم فأخبروني أن على امرأته الرجم ، وإنما على ابني جلد مائة وتغريب عام ، فقال : والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله ، أما الوليدة والغنم فردوها ، وأما ابنك فعليه جلد مائة وتغريب عام ، وأما أنت يا أنيس - لرجل من أسلم - فاغد على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها ، فغدا عليها أنيس فاعترفت فرجمها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة يمكن أن تؤخذ من تصديق أحد المتخاصمين الآخر وقبول خبره ، وقد أخرجه من طريقين : أحدهما عن زهير مصغر زهر ابن حرب بن شداد ، ويعقوب بن إبراهيم يروي عن أبيه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وصالح هو ابن كيسان ، وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري ، والآخر عن أبي اليمان الحكم بن نافع ، عن شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في مواضع كثيرة منها عن قريب في المحاربين في باب إذا رمى امرأته أو امرأة غيره بالزنا عند الحاكم ، وأسفل منه بسبعة أبواب في باب هل يأمر الإمام رجلا فيضرب الحد غائبا عنه ، ومضى الكلام فيه مرارا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وأذن لي " عطف على قول الأعرابي أي ائذن في التكلم وعرض الحال ، قوله : " فقال " أي الأعرابي " إن ابني " إلى آخره ، قوله : " والعسيف الأجير " مدرج ، قوله : " يا أنيس " بضم الهمزة مصغر أنس بالنون .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية