الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6968 باب قول الله تعالى : ويحذركم الله نفسه وقوله جل ذكره : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في ذكر قوله عز وجل : ويحذركم الله نفسه ذكر هنا آيتين ، وذكر ثلاثة أحاديث لبيان إثبات نفس لله تعالى ، وفي [ ص: 100 ] القرآن جاء أيضا كتب على نفسه الرحمة واصطنعتك لنفسي وقال ابن بطال : النفس لفظ يحتمل معاني ، والمراد بنفسه ذاته ، فوجب أن يكون نفسه هي هو ، وهو اجتماع ، وكذا قال الراغب : نفسه ذاته ، وهذا وإن كان يقتضي المغايرة من حيث إنه مضاف ومضاف إليه فلا شيء من حيث المعنى سوى واحد سبحانه وتعالى وتنزه عن الاثنينية من كل وجه ، وقيل : إن إضافة النفس هنا إضافة ملك ، والمراد بالنفس نفوس عباده ، وفي الأخير بعد لا يخفى ، وقيل : ذكر النفس هنا للمشاكلة والمقابلة ، قلت : هذا يمشي في الآية الثانية دون الأولى ، وقال الزجاج في قوله تعالى : ويحذركم الله نفسه أي : إياه ، وقيل : يحذركم عقابه ، وقال ابن الأنباري في قوله تعالى : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أي : ولا أعلم ما في غيبك ، وقيل : معناه تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية