الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6981 باب قل أي شيء أكبر شهادة وسمى الله تعالى نفسه شيئا قل الله وسمى النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن شيئا، وهو صفة من صفات الله، وقال: كل شيء هالك إلا وجهه

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في قوله تعالى: قل أي شيء أكبر شهادة وقال بعضهم: باب بالتنوين، قلت: ليس كذلك; لأن التنوين يكون في المعرب، والمعرب هو المركب الذي لم يشبه مبنى الأصل، فإذا قلنا مثل ما ذكرنا يأتي التنوين والإعراب. قوله: "باب" إلى قوله: "شيئا" كذا وقع في رواية أبي ذر والقابسي، وسقط باب لغيرهما من رواية الفربري، وسقطت الترجمة من رواية النسفي، وذكر قوله: قل أي شيء أكبر شهادة وحديث سهل بن سعد بعد أثري أبي العالية ومجاهد في تفسير استوى على العرش، ووقع عند الأصيلي وكريمة: قل أي شيء أكبر شهادة سمى الله نفسه شيئا قل الله قوله: "قل" أي: قل يا محمد "أي شيء" كلمة "أي" استفهامية، ولفظ شيء أعم العام؛ لوقوعه على كل ما يصلح أن يخبر عنه، وقال الزمخشري: أي شيء أي شهيد أكبر شهادة، فوضع شيئا مقام شهيد؛ ليبالغ بالتعميم، ويقال: إن قريشا أتوا النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - بمكة فقالوا: يا محمد، ما نرى أحدا يصدقك فيما تقول، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر ولا صفة، فأرنا من يشهد لك أنك رسول الله، فأنزل الله هذه الآية: قل الله شهيد بيني وبينكم على ما أقول.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فسمى الله نفسه شيئا" يعني إثباتا للوجود ونفيا للعدم وتكذيبا للزنادقة والدهرية.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وسمى النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - القرآن شيئا، أشار به إلى الحديث الذي أورده من حديث سهل بن سعد وفيه: "أمعك شيء من القرآن" وقد مضى في النكاح.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وهو صفة" أي: القرآن صفة من صفات الله، أي: من صفات ذاته، وكل صفة تسمى شيئا بمعنى أنها موجودة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وقال: كل شيء هالك إلا وجهه فهو أنه مستثنى متصل فيجب اندراجه في المستثنى منه، والشيء يساوي الموجود لغة وعرفا، وقيل: إن الاستثناء منقطع، والتقدير: لكن هو لا يهلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية