الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7071 135 - حدثنا يوسف بن راشد، حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد قال: سمعت أنسا رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يوم القيامة [ ص: 165 ] شفعت فقلت: يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة فيدخلون، ثم أقول: أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء، فقال أنس: كأني أنظر إلى أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة; لأن السياق يدل عليها من التشفيع، وقوله: "يا رب" والإجابة، مع أن الحديث مختصر.

                                                                                                                                                                                  ويوسف بن راشد هو يوسف بن موسى بن راشد القطان الكوفي، نزيل بغداد، ونسبته لجده أشهر، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، روى عنه البخاري بغير واسطة في الوضوء وغيره، وأبو بكر بن عياش بالعين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف الأسدي القارئ، وحميد هو الطويل.

                                                                                                                                                                                  قوله: "شفعت" على صيغة المجهول كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني بفتحه مخففا، فالأول من التشفيع وهو تفويض الشفاعة إليه والقبول منه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أدخل الجنة" بفتح الهمزة من الإدخال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "من كان" مفعوله.

                                                                                                                                                                                  قوله: "خردلة" أي: من الإيمان. وقال بعضهم: ويستفاد منه صحة القول بتجزؤ الإيمان وزيادته ونقصانه، قلت: الإيمان هو التصديق بالقلب، وهو لا يقبل الشدة والضعف، فكيف يتجزأ؟ ولفظ الخردلة والذرة والشعيرة تمثيل.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كأني أنظر إلى أصابع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم" يعني عند قوله: " أدنى شيء" يضم أصابعه ويشير بها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية