الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3434 - "ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال: لا إله إلا الله؛ ولا يكفره بذنب؛ ولا يخرجه من الإسلام بعمل ؛ والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال ؛ لا يبطله جور جائر؛ ولا عدل عادل؛ والإيمان بالأقدار"؛ (د)؛ عن أنس ؛ (ض) .

[ ص: 293 ]

التالي السابق


[ ص: 293 ] (ثلاث من أصل الإيمان) ؛ أصل الشيء: قاعدته التي لو توهمت مرتفعة؛ لارتفع بارتفاعها؛ أي: ثلاث خصال من قاعدة الإيمان؛ ( الكف عمن قال: لا إله إلا الله ) ؛ مع " محمد رسول الله"؛ فمن قالها؛ وجب الكف عن نفسه وماله؛ وحكم بإيمانه ظاهرا؛ (ولا يكفره بذنب) ؛ بضم التحتية؛ وجزم الراء؛ على النهي؛ وكذا قوله: (ولا يخرجه من الإسلام بعمل) ؛ أي: بعمل يعمله من المعاصي؛ ولو كبيرة؛ بل هو تحت المشيئة؛ خلافا للخوارج ؛ (والجهاد ماض) ؛ يعني: الخصلة الثانية: اعتقاد كون الجهاد نافذا حكمه ؛ (منذ بعثني الله ) ؛ يعني أمرني بالقتال؛ وذلك بعد الهجرة؛ وأول ما بعث أمر بالإنذار؛ بلا قتال؛ ثم أذن له فيه؛ إذا بدأه الكفار؛ ثم أحل له ابتداؤه في غير الأشهر الحرم؛ ثم مطلقا؛ (إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال ) ؛ فينتهي حينئذ الجهاد؛ وإنما جعل غاية الجهاد خروجه؛ لأن ما بعده يخرج يأجوج ومأجوج ؛ فلا يطاقون؛ ثم بعد هلاكهم لم يبق كافر؛ (لا يبطله جور جائر) ؛ أي: لا يسقط فرض الجهاد بظلم الإمام وفسقه ؛ ولا ينعزل الإمام بجور أو فسق أو خلع؛ (ولا عدل عادل؛ والإيمان بالأقدار ) ؛ أي: بأن الله قدر الأشياء في القدم؛ وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة عنده؛ وعلى صفات مخصوصة؛ فهي تقع على ما قدرها؛ وزعمت القدرية أنه إنما يعلمها بعد وقوعها؛ قال في المطامح: هذا الخبر أصل من أصول القواعد؛ من أعظم فوائده الإيمان بالقدر؛ وتصديق النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل ما أخبر به من الغيب؛ لأنه الناطق عن الله؛ المؤيد بالله.

(د) ؛ في الجهاد؛ (عن أنس ) ؛ وفيه - كما قال المناوي - رضي الله عنه - يزيد بن أبي نشبة ؛ بضم النون؛ لم يخرج له أحد من الستة غير أبي داود ؛ وهو مجهول؛ كما قاله المزي وغيره.




الخدمات العلمية