الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو سليمان حمد - ويقال : أحمد - بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي البستي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحد المشاهير الأعيان ، والفقهاء المحدثين المكثرين ، له من المصنفات " معالم السنن " و " شرح البخاري " وغير ذلك من التصانيف النافعة المفيدة ، وله شعر حسن ، فمنه قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ما دمت حيا فدار الناس كلهم فإنما أنت في دار المداراة     من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عما قليل نديما للندامات

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكانت وفاته بمدينة بست في ربيع الأول من هذه السنة . قاله ابن خلكان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحسين بن أحمد بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن بكير ، أبو عبد الله [ ص: 480 ] الصيرفي الحافظ المطبق

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سمع إسماعيل الصفار وابن السماك والنجاد والخلدي وأبا بكر الشافعي ، وعنه ابن شاهين والأزهري والتنوخي ، وحكى الأزهري أنه دخل عليه وبين يديه أجزاء كبار ، فجعل إذا ساق إسنادا أورد متنه من حفظه ، وإذا سرد متنا ساق إسناده ، قال : وفعلت هذا معه مرارا ، كل ذلك يورد الحديث إسنادا ومتنا كما في كتابه . قال : وكان ثقة ، فحسدوه وتكلموا فيه . وحكى الخطيب أن ابن أبي الفوارس اتهمه بأنه يزيد في سماع الشيوخ ويلحق رجالا في الأسانيد ، ويصل المقاطيع . وكانت وفاته في ربيع الآخر منها عن إحدى وستين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صمصام الدولة بن عضد الدولة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صاحب بلاد فارس خرج عليه ابن عمه أبو نصر بن بختيار ، فهرب منه ، ولجأ إلى جماعة من الأكراد ، فلما وغلوا به في بلادهم نهبوا خزائنه وحواصله ، ولحقه أصحاب ابن بختيار ، فقتلوه وحملوا رأسه في طست ، فلما وضع بين يدي ابن بختيار قال : هذه سنة سنها أبوك ، وكان ذلك في ذي الحجة من هذه السنة ، وكان عمره يوم قتل خمسا وثلاثين سنة ، ومدة ملكه منها تسع سنين وأشهر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد العزيز بن يوسف الجكار أبو القاسم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كاتب الإنشاء لعضد الدولة [ ص: 481 ] ثم وزر لابنه بهاء الدولة خمسة أشهر ، وكان يقول الشعر . توفي في شعبان من هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن أحمد بن إبراهيم ، أبو الفرج

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      المعروف بغلام الشنبوذي
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ، كان عالما بالقراءات وتفسيرها ، يقال : إنه كان يحفظ خمسين ألف بيت من الشعر ، شواهد للقرآن . ومع هذا تكلموا في روايته عن أبي الحسن بن شنبوذ ، وأساء الدارقطني القول فيه . توفي في صفر من هذه السنة ، وكان مولده سنة ثلاثمائة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية