الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6956 باب مقلب القلوب . وقول الله تعالى : ونقلب أفئدتهم وأبصارهم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب فيه ذكر مقلب القلوب ، هذا على تقدير إضافة الباب إلى مقلب القلوب ، ويجوز قطع الباب عنه ويكون مقلب مرفوعا على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي : الله مقلب القلوب ، ويكون التقدير : هذا باب يذكر فيه : الله مقلب القلوب ، ومعناه مبدل الخواطر وناقض العزائم ، فإن قلوب العباد تحت قدرته يقلبها كيف يشاء ، وقال الكرماني : فإن قلت : لم لا تحمله على حقيقته بأن يكون معناه يا جاعل القلب قلبا ؟ قلت : لأن مظان استعماله تنبو عنه ، وفيه أن أغراض القلب كالإرادة ونحوها بخلق الله تعالى ، وهذا من الصفات الفعلية ومرجعه إلى القدرة ، وقيل : سمي القلب به لكثرة تقلبه من حال إلى حال ، قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                  وما سمي الإنسان إلا لأنسه ولا القلب إلا أنه يتقلب

                                                                                                                                                                                  .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية