الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7053 [ ص: 158 ] باب قول الله تعالى: يريدون أن يبدلوا كلام الله لقول فصل حق وما هو بالهزل باللعب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في قول الله تعالى: يريدون أن يبدلوا كلام الله هذا المقدار في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر "يريدون أن يبدلوا كلام الله" الآية. وقال ابن بطال: أراد بهذه الترجمة وأحاديث بابها ما أراد في الأبواب قبلها أن كلام الله تعالى صفة قائمة به، وأنه لم يزل متكلما ولا يزال انتهى. ومعنى قوله: يريدون أن يبدلوا كلام الله " هو أن المنافقين تخلفوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك، واعتذروا بما علم الله إفكهم فيه، وأمر الله رسوله أن يقرأ عليهم قوله: فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا فأعلمهم بذلك، وقطع أطماعهم بخروجهم معه، فلما رأوا الفتوحات قد تهيأت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرادوا الخروج معه؛ رغبة منهم في المغانم، فأنزل الله: سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها الآية، فهذا معنى الآية أن يبدلوا أمره له صلى الله عليه وسلم بأن لا يخرجوا معه بأن يخرجوا معه، فقطع الله أطماعهم من ذلك مدة أيامه صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله: لن تخرجوا معي أبدا ".

                                                                                                                                                                                  قوله: لقول فصل " وفي رواية أبي ذر إنه لقول فصل " وفسر قوله "فصل" بقوله "حق". وفي غير رواية أبي ذر "ثبت حق" بغير ألف ولام، وسقط من رواية أبي زيد المروزي، وفسر قوله: وما هو بالهزل باللعب" كذا فسره أبو عبيدة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية