الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7090 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما يفعل، فبين الله أن قيامه بالكتاب هو فعله، [ ص: 183 ] وقال: ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم وقال جل ذكره: وافعلوا الخير لعلكم تفلحون

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في ذكر قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: رجل، إلى آخره، وغرضه من هذا الباب أن قول العباد وفعلهم منسوبان إليهم وهو كالتعميم بعد التخصيص بالنسبة إلى الباب المتقدم عليه، قيل: إن الترجمة مخرومة؛ إذ ذكر من صاحب القرآن حال المحسود فقط، ومن صاحب المال حال الحاسد فقط، وهو خرم غريب ملبس. قال الكرماني: نعم مخروم، ولكن ليس غريبا ولا ملبسا; إذ المتروك هو نصف الحديث بالكلية حاسدا ومحسودا، وهو حال ذي المال، والمذكور هو بيان صاحب القرآن حاسدا ومحسودا; إذ المراد من "رجل" ثانيا هو الحاسد، ومن "مثل ما أوتي" هو القرآن لا المال. ومر الحديث أولا في كتاب العلم وآخرا في كتاب التمني.

                                                                                                                                                                                  قوله: "آناء الليل" أي: ساعات الليل، وقال الأخفش: واحدها أني مثل معي، وقيل: أنو، يقال مضى أنيان من الليل وأنوان، وقال أبو عبيدة: واحدها أنى مثل نحى والجمع آناء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فبين الله" ليس في كثير من النسخ إلا قوله: "فبين" فقط بدون ذكر فاعله، ولهذا قال الكرماني: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن قيام الرجل بالقرآن فعله حيث أسند القيام إليه، وفي رواية الكشميهني: إن قراءة الكتاب فعله.

                                                                                                                                                                                  قوله: ألسنتكم " أي: لغاتكم; إذ لا اختلاف في العضو المخصوص بحيث يصير من الآيات.

                                                                                                                                                                                  قوله: وافعلوا الخير " هذا عام في فعل الخير يتناول قراءة القرآن والذكر والدعاء.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية