الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4399 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب السابق) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 155 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف: أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ") .

                                                                                                                              [ ص: 289 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 289 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة ، رضي الله عنها؛ قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ - في مرضه - : ادعي لي أبا بكر أباك ، وأخاك ؛ حتى أكتب كتابا . فإني أخاف : أن يتمنى متمن ، ويقول قائل : أنا أولى؛ أي : أنا أحق بالخلافة .

                                                                                                                              قال عياض : هذه الرواية : أجود . وفي بعض النسخ المعتمدة : "أنا ولا" موضع : "أنا أولى" أي : يقول : "أنا أحق" . وليس كما يقول ، بل (يأبى الله ، والمؤمنون : إلا أبا بكر) .

                                                                                                                              ورواه بعضهم : "أنا ولي" أي : أنا أحق ، والخلافة لي.

                                                                                                                              وعن بعضهم : "أنا ولاه" ، أي : أنا الذي ولاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

                                                                                                                              وبعضهم : "أنى ولاه؟!" بتشديد النون . أي : كيف ولاه؟!

                                                                                                                              قال النووي : في هذا الحديث : دلالة ظاهرة لفضل أبي بكر الصديق ، وإخبار منه صلى الله عليه وآله وسلم : بما سيقع في المستقبل ، بعد وفاته ، وأن المسلمين يأبون عقد الخلافة لغيره .

                                                                                                                              وفيه إشارة : إلى أنه سيقع نزاع . ووقع كل ذلك .

                                                                                                                              [ ص: 290 ] وأما طلبه لأخيها ، مع أبي بكر ؛ فالمراد : أنه يكتب الكتاب .

                                                                                                                              وفي البخاري : "لقد هممت أن أوجه إلى أبي بكر وابنه ، وأعهد" .

                                                                                                                              ولبعض رواته : "وآتيه" من الإتيان . قال عياض : وصوبه بعضهم . وليس كما صوب ، بل الصواب: "ابنه" . وهو أخو عائشة . وتوضحه رواية مسلم : "أخاك" . ولأن إتيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كان متعذرا ، أو متعسرا. وقد عجز عن حضور الجماعة ، واستخلف الصديق ليصلي بالناس . واستأذن أزواجه : أن يمرض في بيت عائشة . انتهى.

                                                                                                                              قلت : ففي هذا "معجزة له" صلى الله عليه وآله وسلم ، ظاهرة .




                                                                                                                              الخدمات العلمية