الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4409 [ ص: 300 ] (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب المشار إليه) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 163 ، 164 ج 1 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "بينا أنا نائم، إذ رأيتني في الجنة. فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر. فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب. فذكرت: غيرة عمر، فوليت مدبرا. .

                                                                                                                              قال أبو هريرة: فبكى عمر- ونحن جميعا في ذلك المجلس، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم-، ثم قال عمر: بأبي أنت! يا رسول الله! أعليك أغار؟ ") .


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه ؛ (عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ أنه قال : "بينا أنا نائم ، إذ رأيتني في الجنة) بضمير المتكلم .

                                                                                                                              وهو من خصائص أفعال القلوب. أي رأيت نفسي في المنام : فيها [ ص: 301 ] (فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر) ، وضوءا شرعيا . ولا يلزم : أن يكون على جهة التكليف . أو يؤول بأنها كانت : محافظة في الدنيا على العبادة . أو لغويا : لتزداد وضاءة وحسنا.

                                                                                                                              (فقلت : "لمن هذه ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب . فذكرت غيرة عمر ، فوليت مدبرا" . قال أبو هريرة : فبكى عمر) لما سمع ذلك ؛ سرورا به ، وتشوقا إليه . (ونحن جميعا في ذلك المجلس ، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ثم قال عمر : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! أعليك أغار؟!) .

                                                                                                                              الأصل : أعليها أغار منك ؟ فهو من باب القلب . ولفظ حديث جابر ، عند مسلم : "دخلت الجنة ، فرأيت فيها دارا - أو قصرا . فقلت : لمن هذا ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخل ، فذكرت غيرتك" فبكى عمر ، وقال : أي رسول الله أوعليك يغار؟

                                                                                                                              وفي هذا الحديث : فضيلة لعمر ظاهرة ، وإخبار بأنه من أهل الجنة .

                                                                                                                              اللهم ارزقنا الجنة .




                                                                                                                              الخدمات العلمية