الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4497 باب في فضائل بلال بن رباح، مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما

                                                                                                                              وذكره النووي، في (باب فضائل أم سليم).

                                                                                                                              (ورباح) : بفتح الراء. وأم بلال: "حمامة".

                                                                                                                              وكان رضي الله عنه شديد الأدمة، نحيفا، طوالا، خفيف العارضين، من مولدي مكة، مولى لبعض بني جمح. وأصله من الحبشة.

                                                                                                                              [ ص: 526 ]

                                                                                                                              توفي بدمشق: سنة عشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة.

                                                                                                                              وكان مولى أبي بكر الصديق. اشتراه "بخمس أواق" وهو مدفون بالحجارة.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 13 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              ( عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لبلال - عند صلاة الغداة-: "يا بلال! حدثني بأرجى عمل (عملته) عندك (في الإسلام) منفعة. فإني سمعت -الليلة- خشف نعليك، بين يدي: في الجنة".

                                                                                                                              قال بلال: ما عملت عملا -في الإسلام -أرجى عندي منفعة: من أني لا أتطهر طهورا تاما، في ساعة من ليل، ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور: ما كتب الله لي أن أصلي)
                                                                                                                              .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: لبلال -صلاة الغداة-: يا بلال! حدثني بأرجى عمل (عملته) عندك (في الإسلام) منفعة؛ فإني سمعت الليلة: [ ص: 527 ] خشف) أي: صوت (نعليك) وفي رواية البخاري: "دف نعليك" أي: خفقهما (بين يدي في الجنة. قال: قال بلال: ما عملت عملا -في الإسلام- أرجى عندي منفعة، من أني لا أتطهر طهورا تاما، في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور: ما كتب الله لي أن أصلي) أي: ما قدر الله لي.

                                                                                                                              وفيه: فضيلة الصلاة عقب الوضوء، وأنها سنة، وأنها تباح في أوقات النهي: عند طلوع الشمس، واستوائها، وغروبها، وبعد صلاة الصبح والعصر؛ لأنها ذات سبب. قال النووي: وهذا مذهبنا.

                                                                                                                              قلت: وفيه جواز السؤال عن أرجى عمل، وبيانه في الجواب.




                                                                                                                              الخدمات العلمية