الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4531 باب في فضل أنس بن مالك، رضي الله عنه

                                                                                                                              ونحوه (في النووي).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 40 ج 16، المطبعة المصرية



                                                                                                                              قال الإمام مسلم: [حدثني أبو معن الرقاشي، حدثنا عمر بن يونس، [ ص: 530 ] حدثنا عكرمة، حدثنا إسحاق، حدثنا أنس، قال: جاءت بي أمي "أم أنس" إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، -وقد أزرتني بنصف خمارها، وردتني بنصفه- فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس "ابني" أتيتك به، يخدمك، فادع الله له. فقال: "اللهم! أكثر ماله وولده". قال أنس: فوالله! إن مالي لكثير، وإن ولدي، وولد ولدي: ليتعادون على نحو المائة -اليوم-] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس) رضي الله عنه، (قال: جاءت بي أمي "أم أنس" إلى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم -وقد أزرتني بنصف خمارها، وردتني بنصفه- فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس "ابني" أتيتك به، يخدمك، فادع الله له. فقال: اللهم! أكثر ماله، وولده).

                                                                                                                              وزاد في رواية أخرى: "وبارك له فيما أعطيته".

                                                                                                                              هذا: من أعلام نبوته، صلى الله عليه وآله وسلم، في إجابة دعائه.

                                                                                                                              وفيه: فضائل لأنس.

                                                                                                                              وفيه: دليل لمن يفضل الغنى على الفقر.

                                                                                                                              ومن قال بتفضيل الفقر أجاب عن هذا: بأن هذا قد دعا له النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بأن يبارك له فيه، ومتى بورك له فيه: لم يكن فيه فتنة، ولم يحصل بسببه ضرر، ولا تقصير في حق، ولا غير ذلك من [ ص: 531 ] الآفات التي تتطرق إلى سائر الأغنياء، بخلاف غيره.

                                                                                                                              وفيه: هذا الأدب البديع، وهو أنه إذا دعا بشيء له تعلق بالدنيا: ينبغي أن يضم إلى دعائه: طلب البركة فيه، والصيانة، ونحوهما.

                                                                                                                              وكان أنس وولده رحمة وخيرا، ونفعا بلا ضرر، بسبب دعاء رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.

                                                                                                                              (قال أنس: فوالله! إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي: ليتعادون على نحو المائة -اليوم-) أي: يبلغ عددهم نحو المائة.

                                                                                                                              وثبت في صحيح البخاري، عن أنس: "أنه دفن من أولاده -قبل مقدم الحجاج بن يوسف- مائة وعشرين".




                                                                                                                              الخدمات العلمية