الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4553 باب في فضل أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه

                                                                                                                              وقال النووي: (باب من فضائل أبي موسى، وأبي عامر: الأشعريين، رضي الله عنهما).

                                                                                                                              حديث الباب وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 58، 59، ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي موسى، قال: كنت عند النبي، صلى الله عليه وسلم، -وهو نازل بالجعرانة، بين مكة والمدينة- ومعه بلال فأتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم: رجل أعرابي، فقال: ألا تنجز لي، يا محمد! ما وعدتني؟ فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أبشر" فقال له الأعرابي: أكثرت علي من "أبشر" فأقبل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: على أبي موسى وبلال، كهيئة الغضبان. فقال: "إن هذا قد رد البشرى، فاقبلا أنتما". فقالا: قبلنا، يا رسول الله! ثم دعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه. ثم قال: "اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما، وأبشرا" فأخذا [ ص: 605 ] القدح، ففعلا ما أمرهما به رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فنادتهما "أم سلمة" من وراء الستر: أفضلا لأمكما مما في إنائكما. فأفضلا لها منه طائفة).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه؛ قال: كنت عند النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم -وهو نازل بالجعرانة، بين مكة والمدينة- ومعه بلال. فأتى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: رجل أعرابي. فقال: ألا تنجز لي، يا محمد! ما وعدتني؟ فقال له رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: "أبشر". فقال له الأعرابي: أكثرت علي من "أبشر" فأقبل رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم على أبي موسى وبلال، كهيئة الغضبان. فقال: "إن هذا قد رد البشرى، فاقبلا، أنتما". فقالا: قبلنا، يا رسول الله! ثم دعا رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه. ثم قال: "اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما، وأبشرا" فأخذا القدح، ففعلا ما أمرهما به رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم. فنادتهما "أم سلمة" من وراء الستر: أفضلا لأمكما مما في إنائكما. فأفضلا لها منه طائفة).

                                                                                                                              في هذا الحديث: فضيلة ظاهرة لأبي موسى، وبلال، وأم سلمة، رضي الله عنهم.

                                                                                                                              [ ص: 606 ]

                                                                                                                              وفيه: استحباب البشارة، واستحباب الازدحام فيما يتبرك به، وطلبه ممن هو معه، أو المشاركة فيه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية