[ ص: 228 ]
برك هجود بفلاة قفر أحمى عليها الشمس أبت الحر
الأبت : شدة الحر بلا ريح . قال أبو الخطاب : البرك الإبل الكثيرة تشرب ثم تبرك في العطن ، لا تكون بركا إلا كذا . قال الخليل : أبركت الناقة فبركت . قال : والبرك أيضا كلكل البعير وصدره الذي يدك به الشيء تحته . تقول : حكه ودكه ببركه . قال الشاعر :فأقعصتهم وحكت بركها بهم وأعطت النهب هيان بن بيان
قال أبو حاتم : البرك بفتح الباء : الصدر ، فإذا أدخلت الهاء كسرت الباء . قال بعضهم : البرك القص . قال : كان الأصمعي أهل الكوفة يسمون زيادا أشعر بركا . قال يعقوب : يقول العرب : " هذا أمر لا يبرك عليه إبلي " أي : لا أقربه ولا أقبله . ويقولون أيضا : " هذا أمر لا يبرك عليه الصهب المحزمة " يقال ذلك للأمر إذا تفاقم واشتد . وذلك أن الإبل إذا أنكرت الشيء نفرت منه .
[ ص: 229 ] قال أبو علي : خص الإبل لأنها لا تكاد تبرك في مبرك حزن ، إنما تطلب السهولة ، تذوق الأرض بأخفافها ، فإن كانت سهلة بركت فيها . قال أبو زيد : وفي أنواء الجوزاء نوء يقال له " البروك " ، وذلك أن الجوزاء لا تسقط أنواؤها حتى يكون فيها يوم وليلة تبرك الإبل من شدة برده ومطره . قال : والبرك عوف بن مالك بن ضبيعة ، سمي به يوم قضة; لأنه عقر جمله على ثنية وأقام ، وقال : " أنا البرك أبرك حيث أدرك " .
قال الخليل : يقال : ابترك الرجل في آخر يتنقصه ويشتمه . وقد ابتركوا في الحرب : إذا جثوا على الركب ثم اقتتلوا ابتراكا . والبراكاء اسم من ذلك ، قال بشر فيه :
ولا ينجي من الغمرات إلا براكاء القتال أو الفرار
وهن يعدون بنا بروكا
قال الخليل : يقال : أبرك السحاب : إذا ألح بالمطر على المكان . قال غيره : بل يقال : ابترك . وهو الصحيح : وأنشد :[ ص: 230 ]
ينزع عنها الحصى أجش مبترك كأنه فاحص أو لاعب داح
ذو بركة لم تغض قيدا تشيع به من الأفاويق في أحيانها الوظب
قال الأصفهاني عن العامري : يقال : حلبت الناقة بركتها ، وحلبت الإبل بركتها : إذا حلبت لبنها الذي اجتمع في ضرعها في مبركها . ولا يقال ذلك إلا بالغدوات . ولا يسمى بركة إلا ما اجتمع في ضرعها بالليل وحلب بالغدوة . يقال : احلب لنا من برك إبلك .
قال : البركة أن يدر لبن الناقة باركة فيقيمها فيحلبها . قال الكسائي : الكميت
لبون جودك غير ماضر
قال الخليل : البركة شبه حوض يحفر في الأرض ، ولا تجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض . قال الكلابيون : البركة المصنعة ، وجمعها برك ، إلا أن المصنعة لا تطوى ، وهذه تطوى بالآجر .قال الخليل : البركة من الزيادة والنماء . والتبريك : أن تدعو بالبركة .
[ ص: 231 ] و تبارك الله تمجيد وتجليل . وفسر على " تعالى الله " . والله أعلم بما أراد .
قال أبو زيد : طعام بريك ، أي : ذو بركة .