الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إشكاليات العمل الإعلامي (بين الثوابت والمعطيات العصرية)

الأستاذ الدكتور / محي الدين عبد الحليم

الفصل الرابع النظام العالمي وإشكاليات الإعلام الإسلامي المعاصر

النظام العالمي وإشكاليات الإعلام الدعوي

تؤكد الحقائق العلمية أن التحرك المواكب للأحداث وتحقيق السبق عليها، أفضل بكثير من متابعتها أو محاولة اللحاق بها، وتأسيسا على ذلك فإنه من الضروري أن ينطلـق الإعـلام الدعـوي من واقـع يتفق مـع ما أراده الله لخير أمة أخرجت للناس، وهذا يطلب أن تتجمع هـذه الأمة بعد طول تفرق، وأن تتوحد بعد طول تمزق، وأن تتقارب بعد طول تباعد، وأن تتكاتف بعد طول تناحر، لإصلاح البيت من الداخل، وإعادة ترتيب الحياة في العالم الإسلامي بصورة تمكنه من تجاوز السلبيات والقضاء على العثرات، لكي تعكس الصورة الصحيحة لهذه الأمة، الصورة التي تنزع الاحترام والتقدير من العدو قبل الصديق.

وقد أدت سيطرة الدول الكبرى على وسائل وتقنيات الاتصال المتطورة إلى إثارة اهتمام عدد من المفكرين، مما جعلهم ينادون بالبحث عن وسيلة مناسبة لتحقيق العدالة في تدفق المعلومات بين دول العالم المختلفة، وتخفيف قبضة القوى الكبرى على أجهزة صناعة الفكر في العالم. [ ص: 97 ]

وقد ازداد الموقف تعقيدا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي من ساحة المنافسة الإعلامية، وسيطرة الولايات المتحدة ومعها دول أوروبا الغربية، وعدم ظهور قوة دولية بديلة للاتحاد السوفيتي تضع حدا للهيمنة الأوروبية على الرأي العام العالمي.. وفي جميع الأحوال فإن الإعلام الدعوي يواجه تحديات صعبة وقوى جبارة تسعى لفرض سيطرتها في الصراع الدائر الآن على الساحة الإعلامية [1] وتؤكد هـذه التحديات على ضرورة اتباع أساليب متطورة للمواجهة تقوم على أسس علمية، فلم يعد من المقبول أن ينتظر المسلمون تلقي الضربات من أعدائهم، ثم يحاولـوا التصـدي لهـا والـرد عليها بعـد فوات الأوان.. وتكمن هـذه التحديات في مجموعة من الإشكاليات نجملها فيما يلي:

التالي السابق


الخدمات العلمية