الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        صفحة جزء
                        [ ص: 700 ] وكما وقع الخلاف في مسألة الأخذ بأقل ما قيل ، كذلك وقع الخلاف في الأخذ بأخف ما قيل ، وقد صار بعضهم إلى ذلك ، لقوله تعالى : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقوله : وما جعل عليكم في الدين من حرج وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : بعثت بالحنيفية السمحة السهلة وقوله : يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا وبعضهم صار إلى الأخذ بالأشق ، ولا معنى للخلاف في مثل هذا ; لأن الدين كله يسر ، والشريعة جميعها سمحة سهلة .

                        والذي يجب الأخذ به ويتعين العمل عليه هو ما صح دليله ، فإن تعارضت الأدلة لم يصلح أن يكون الأخف مما دلت عليه ، أو الأشق مرجحا ، بل يجب المصير إلى المرجحات المعتبرة .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية