الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ومن وقف على مدرس وفقهاء فللناظر ثم للحاكم تقدير أعطيتهم ، فلو زاد النماء فهو لهم ، والحكم بتقديم مدرس أو غيره باطل ، لم نعلم أحدا يعتد به قال به ولا بما يشبهه ، ولو نفذه [ ص: 596 ] حكام لأنه إنما يجوز أن ينفذ حكم من هو أهل لحكمه مساغ ، والضرورة وإن ألجأت إلى تنفيذ حكم المقلد فإنما هو إذا وقف على حد التقليد ، ولم يتجاسر على قضية لو نزلت على عمر [ رضي الله عنه ] لجمع لها أهل الشورى ، وبطلانه لمخالفته مقتضى الشرط وللعرف أيضا ، لأنه لا يقصد ، ولأنه حكم في غير محل ولاية الحكم ، لأن النماء لم يخلق ، وليس هذا كحكمه أن مقتضى شرط الواقف كذا حيث ينفذ في حاضر ومستقبل ، لأن ذلك نظر في موجب عقد الوقف ، وليس التقدير من مقتضيات المطلق ، وليس تقدير الناظر أمرا حتما كتقدير الحاكم بحيث لا يجوز له أو لغيره زيادته ونقصه للمصلحة ، وإن قيل إن المدرس لا يزداد ولا ينقص بزيادة النماء ونقصه كان باطلا ، لأنه لهم ، والقياس أنه يسوي بينهم ولو تفاوتوا في المنفعة ، كالإمام والجيش في المغنم ، لا سيما عند من يسوي في قسم الفيء ، لكن دل العرف على التفضيل ، وإنما قدم القيم ونحوه لأن ما يأخذه أجرة ، ولهذا يحرم أخذه فوق أجرة مثله بلا شرط ، ذكر ذلك كله شيخنا ، وجعل الإمام والمؤذن كالقيم ، بخلاف المدرس والمعيد والفقهاء فإنهم من جنس واحد ، وذكر بعضهم في مدرس وفقهاء ومتفقهة وإمام وقيم ونحو ذلك يقسم بينهم بالسوية ، ويتوجه روايتا عامل زكاة الثمن أو الأجرة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية