الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( برأ ) فأما الباء والراء والهمزة فأصلان إليهما ترجع فروع الباب : أحدهما الخلق ، يقال : برأ الله الخلق يبرؤهم برءا . والبارئ الله جل ثناؤه . قال الله تعالى : فتوبوا إلى بارئكم ، وقال أمية :


                                                          الخالق البارئ المصور

                                                          والأصل الآخر : التباعد من الشيء ومزايلته ، من ذلك البرء وهو السلامة من السقم ، يقال : برئت وبرأت . قال اللحياني : يقول أهل الحجاز : برأت من المرض أبرؤ بروءا . وأهل العالية يقولون : [ برأت أبرأ ] برءا . ومن ذلك قولهم برئت إليك من حقك . وأهل الحجاز يقولون : أنا براء منك ، وغيرهم يقول أنا بريء منك . قال الله تعالى في لغة أهل الحجاز : إنني براء مما تعبدون وفي غير موضع من القرآن إني بريء ، فمن قال أنا براء لم يثن ولم يؤنث ، ويقولون : نحن البراء والخلاء من هذا . ومن قال بريء قال بريئان وبريئون ، وبرآء على وزن برعاء ، وبراء بلا أجر نحو براع ، وبراء مثل براع . ومن ذلك البراءة من العيب والمكروه ، ولا يقال منه إلا برئ يبرأ . وبارأت الرجل ، أي : برئت إليه وبرئ إلي . وبارأت المرأة صاحبها على المفارقة ، وكذلك بارأت [ ص: 237 ] شريكي وأبرأت من الدين والضمان . ويقال : إن البراء آخر ليلة من الشهر ، سمي بذلك لتبرؤ القمر من الشهر . قال :


                                                          يوما إذا كان البراء نحسا

                                                          قال ابن الأعرابي : اليوم البراء السعد ، أي إنه بريء مما يكره . قال الخليل : الاستبراء أن يشتري الرجل جارية فلا يطأها حتى تحيض . وهذا من الباب لأنها قد برئت من الريبة التي تمنع المشتري من مباشرتها . وبرأة الصائد ناموسه وهي قترته والجمع برأ; وهو من الباب ، لأنه قد زايل إليها كل أحد . قال :


                                                          بها برأ مثل الفسيل المكمم

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية