الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1028 ص: وقد روي أن الذي كان في مصحف حفصة -رضي الله عنها- من ذلك غير ما روينا في الآثار الأول،

                                                كما حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا يزيد بن هارون ، قال: ثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عمرو بن رافع قال: "كان مكتوبا في مصحف حفصة ابنة عمر -رضي الله عنها-: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين "

                                                [ ص: 329 ] قال أبو جعفر - رحمه الله -: فقد تبين بهذا ما صرفنا إليه تأويل الآثار الأول من قوله: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر" أنه سمى صلاة العصر بالعصر وبالوسطى؛ فثبتت بهذا قول من ذهب إلى أنها صلاة العصر.

                                                التالي السابق


                                                ش: أشار بهذا إلى بيان صحة ما ذكره من التأويل لما في حديث حفصة الذي ذكره آنفا، بيانه: أنه قد روي أن المكتوب في مصحف حفصة كان على هذه الصورة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر ) فقوله: "وهي صلاة العصر" تفسير لقوله: "الصلاة الوسطى" وهذا بعينه عين التأويل المذكور، فثبت بذلك أن صلاة العصر لها اسمان: صلاة العصر، والصلاة الوسطى، فعطف أحدهما على الآخر، ومثل هذا العطف يغني عن البيان والتفسير، ولا يدل على المغايرة، وثبت بذلك أيضا قول من ذهب إلى أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، وسقط بذلك دليل من يذهب إلى أن الصلاة الوسطى غير العصر.

                                                وإسناد الحديث المذكور صحيح ورجاله كلهم ثقات، وأبو سلمة اسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف .

                                                فقد ذكرنا عن قريب أن البيهقي أخرج في "سننه": من حديث أحمد بن خالد ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبي جعفر محمد بن علي ونافع ، كلاهما عن عمرو بن رافع ، وفيه: اكتب: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى هي صلاة العصر وقوموا لله قانتين" .




                                                الخدمات العلمية