الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1092 ص: وقد كان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ينصرف منها مسفرا كما حدثنا فهد ، قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال: ثنا أبي، عن الأعمش ، قال: حدثني إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد : " أنه كان يصلي مع إمامهم في التيم فيقرأ بهم سورة من المائين ، ثم يأتي عبد الله فيجده في صلاة الفجر" .

                                                وكما حدثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري ، قال: ثنا آدم بن أبي إياس ، قال: ثنا إسرائيل ، قال: ثنا أبو إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: " كنا نصلي مع ابن مسعود -رضي الله عنه- فكان يسفر بصلاة الصبح " .

                                                فقد عقلنا بهذا أن عبد الله كان يسفر، فعلمنا بذلك أن خروجه منها كان حينئذ، ولم يذكر في هذه الأحاديث دخوله فيها في أي وقت كان؟ فذلك عندنا والله أعلم على مثل ما روي عن غيره من أصحابه.

                                                التالي السابق


                                                ش: أشار بهذا إلى أن عبد الله بن مسعود أيضا كان يفعل كما كان أبو بكر وعمر وعثمان يفعلون من الانصراف عنها مسفرين، ولكن لم يتبين في ذلك دخوله في أي وقت كان؟ فذلك أيضا محمول على مثل ما روي عن غيره من أنه كان يغلس ويمد القراءة إلى الإسفار الشديد .

                                                وأخرج أثره عن طريقين صحيحين:

                                                [ ص: 416 ] الأول: عن فهد بن سليمان ، عن عمر بن حفص الكوفي شيخ البخاري ومسلم ، عن أبيه حفص بن غياث بن طلق قاضي الكوفة أحد أصحاب أبي حنيفة ، عن سليمان الأعمش ، عن إبراهيم بن يزيد التيمي ، عن الحارث بن سويد التيمي أبي عائشة .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" بدون ذكر ابن مسعود : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، قال: "كان إمامنا يقرأ بنا في الفجر بالسورة من المائين" .

                                                قوله: "في التيم" أي: في قبيلة التيم ، وتيم من قريش ، رهط أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وهو تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، وتيم بن غالب بن فهر أيضا من قريش وهم بنو الأدرم وتيم بن عبد مناة بن آد بن طابخة بن إلياس بن مضر ، وتيم بن قيس بن ثعلبة بن عكابة في بكر ، وتيم اللات أيضا في الخزرج من الأنصار ، وهم تيم اللات بن ثعلبة، واسمه النجار ، وتيم الله من بكر يقال لهم: اللهازم وهو تيم الله بن ثعلبة بن عكابة ، وتيم الله في النمر بن قاسط .

                                                قوله: "فيقرأ بهم" أي: فيهم بسورة من المائين كسورة آل عمران ، والنساء، والمائدة ونحوها.

                                                الثاني: عن أبي الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري مؤذن بيت المقدس ، عن آدم بن أبي إياس التميمي العسقلاني شيخ البخاري ، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي .

                                                والكل رجال الصحيح ما خلا هاشما .

                                                [ ص: 417 ] وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: "كان ابن مسعود -رضي الله عنه- ينور بالفجر" .

                                                وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه": عن الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: "كان عبد الله يسفر بصلاة الغداة" .




                                                الخدمات العلمية