الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4385 ) فصل : وإن رتب فقال : وقفت هذا على ولدي ، وولد ولدي ، ما تناسلوا وتعاقبوا ، الأعلى فالأعلى ، أو الأقرب فالأقرب ، أو الأول فالأول ، أو البطن الأول ثم البطن الثاني ، أو على أولادي ، ثم على أولاد أولادي ، أو على أولادي ، فإن انقرضوا فعلى أولاد أولادي

                                                                                                                                            فكل هذا على الترتيب ، فيكون على ما شرط ، ولا يستحق البطن الثاني شيئا حتى [ ص: 356 ] ينقرض البطن كله . ولو بقي واحد من البطن الأول ، كان الجميع له ; لأن الوقف ثبت بقوله ، فيتبع فيه مقتضى كلامه . وإن قال : على أولادي ، وأولادهم ما تعاقبوا وتناسلوا ، على أنه من مات منهم على ولد كان ما كان جاريا عليه جاريا على ولده

                                                                                                                                            كان ذلك دليلا على الترتيب ; لأنه لو اقتضى التشريك لاقتضى التسوية ، ولو جعلنا لولد الولد سهما مثل سهم أبيه ، ثم دفعنا إليه سهم أبيه ، صار له سهمان ، ولغيره سهم ، وهذا ينافي التسوية ، ولأنه يفضي إلى تفضيل ولد الابن على الابن ، والظاهر من إرادة الواقف خلاف هذا

                                                                                                                                            فإذا ثبت الترتيب فإنه يترتب بين كل والد وولده ، فإذا مات عن ولد انتقل إلى ولده سهمه ، سواء بقي من البطن الأول أحد أو لم يبق .

                                                                                                                                            ( 4386 ) فصل : وإن رتب بعضهم دون بعض ، فقال : وقفت على ولدي ، وولد ولدي ، ثم على أولادهم . أو على أولادي ، ثم على أولاد أولادي وأولادهم ، ما تناسلوا وتعاقبوا . أو قال : على أولادي وأولاد أولادي ، ثم على أولادهم وأولاد أولادهم ، ما تناسلوا .

                                                                                                                                            فهو على ما قال ، يشترك من شرك بينهم بالواو المقتضية للجمع والتشريك وترتيب من رتبه بحرف الترتيب . ففي المسألة الأولى يشترك الولد وولد الولد ، ثم إذا انقرضوا صار لمن بعدهم . وفي الثانية يختص به الولد ، فإذا انقرضوا صار مشتركا بين من بعدهم . وفي الثالثة يشترك فيه البطنان الأولان دون غيرهم ، فإذا انقرضوا اشترك فيه من بعدهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية