الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1742 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، قال: أنا ابن وهب ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث ، عن ابن أبي هلال ، عن ابن السباق ، عن المسور بن مخرمة ، قال: "دفنا أبا بكر - رضي الله عنه - ليلا، فقال عمر : - رضي الله عنه -: إني لم أوتر. وصفنا وراءه، فصلى بنا ثلاث ركعات لم يسلم إلا في آخرهن".

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح في غاية الصحة، ورجاله رجال الصحيح.

                                                ويحيى بن سليمان الجعفي أبو سعيد المقرئ الكوفي نزيل مصر شيخ البخاري .

                                                وابن أبي هلال هو سعيد بن أبي هلال أبو العلاء المصري .

                                                وابن السباق هو عبيد بن السباق الثقفي المدني .

                                                والمسور بن مخرمة بن نوفل القرشي له ولأبيه صحبة.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا أبو معاوية ، عن ابن جرير ، عن إسماعيل بن محمد بن سعد ، عن ابن السباق: "أن عمر - رضي الله عنه - دفن أبا بكر ليلا، ثم دخل المسجد فأوتر بثلاث".

                                                ويستفاد منه أحكام:

                                                جواز دفن الميت بالليل، وكانت وفاة أبي بكر - رضي الله عنه - بالمدينة ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة بين المغرب والعشاء، وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، والأول أصح. وكان رسول الله - عليه السلام - أسن من أبي بكر - رضي الله عنه - بمقدار سني خلافته، وكان مولده بمكة بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أياما، وغسلته زوجته أسماء بنت عميس بوصية أبي بكر بذلك

                                                [ ص: 106 ] إياها، وصلى عليه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ودفن في الحجرة إلى جانب النبي - عليه السلام -، وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال.

                                                وأن الوتر ثلاث ركعات بتسليمة واحدة في آخره، وهذه حجة قوية لأصحابنا، ولما روى الحاكم في "مستدركه" ، عن عائشة: "كان رسول الله - عليه السلام - يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن" وفي رواية: "لا يسلم في الركعتين الأوليين من الوتر". قال: وهذا وتر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وعنه أخذ أهل المدينة عطاء وغيره.

                                                وجواز الوتر بالجماعة في غير رمضان، وقال بعض المشايخ من أصحابنا: وهو الصحيح، وقال صاحب "الهداية": يصلى الوتر جماعة في غير شهر رمضان وعليه إجماع المسلمين.

                                                وذكر في "النوازل والواقعات" و"الصدر الشهيد": [....] يصلى الوتر خارج رمضان يجوز.

                                                قلت: كأنهم أخذوا هذا من فعل عمر - رضي الله عنه - المذكور.




                                                الخدمات العلمية