الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1924 1925 ص: واحتجوا في ذلك بما حدثنا ربيع المؤذن ، قال: ثنا أسد ، قال: ثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " كان النبي - عليه السلام - يقوم فيركع يعني ثلاث ركعات، ثم يسجد سجدتين، ثم يقوم فيركع ثلاث ركعات، ثم يسجد سجدتين- يعني في صلاة الخسوف". .

                                                حدثنا ابن خزيمة، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا هشام ، عن قتادة ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة في صلاة الآيات قال: "ست ركعات وأربع سجدات". .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي احتج الآخرون المذكورون فيما ذهبوا إليه بحديث عائشة - رضي الله عنها -، وأخرجه من طريقين صحيحين:

                                                الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن أسد بن موسى ، عن حماد بن سلمة ، عن قتادة بن دعامة ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبيد بن عمير بن قتادة بن سعد المكي روى له الجماعة، عن عائشة.

                                                [ ص: 325 ] وأخرجه مسلم : ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنا محمد بن بكر، قال: أنا ابن جريج، قال: سمعت عطاء يقول: سمعت عبيد بن عمير، حدثني من أصدق -حسبته يريد عائشة-: "أن الشمس تكسفت على عهد رسول الله - عليه السلام - فقام قياما شديدا، يقوم قائما، ثم يركع، ثم يقوم، ثم يركع، ثم يقوم، ثم يركع، ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات، فانصرف وقد تجلت الشمس ... " الحديث.

                                                وأخرجه أبو داود : ثنا عثمان بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن علية ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير، قال: أخبرني من أصدق -فظننا أنه يريد عائشة- قالت: "كسفت الشمس على عهد رسول الله - عليه السلام -، فقام النبي - عليه السلام - قياما شديدا، يقوم بالناس، ثم يركع ثم يقوم، ثم يركع ثم يقوم، ثم يركع، فركع ركعتين، في كل ركعة ثلاث ركعات، يركع الثالثة ثم يسجد، حتى إن رجالا يومئذ ليغشى عليهم، فأقام بهم حتى إن سجال الماء لتصب عليهم، يقول إذا ركع: الله أكبر، وإذا رفع: سمع الله لمن حمده. حتى تجلت الشمس، ثم قال: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، يخوف بهما عباده، فإذا كسفا فافزعوا إلى الصلاة".

                                                وأخرجه النسائي أيضا.

                                                وقال أبو عمر: وسماع قتادة عندهم من عطاء غير صحيح، وقتادة إذا لم يقل: سمعت، وخولف في نقله فلا تقوم به حجة; لأنه يدلس كثيرا عمن لم يسمع منه، وربما كان بينهما غير ثقة.

                                                قلت: أراد بهذا الكلام سقوط الاحتجاج بالحديث المذكور، ولكن الذي أخرجه

                                                [ ص: 326 ] مسلم في الرواية المذكورة ليس فيه كلام; لأنه أخرجه من حديث ابن جريج عن عطاء، وكذلك أخرجه أبو داود والنسائي .

                                                الثاني: عن محمد بن خزيمة ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن هشام ... إلى آخره.

                                                وأخرجه مسلم : حدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن مثنى، قالا: نا معاذ وهو ابن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة: "أن نبي الله –عليه السلام- صلى ست ركعات وأربع سجدات".

                                                وأخرجه النسائي : أنا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة في صلاة الآيات، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة: "أن النبي صلى عشر ركعات في أربع سجدات. قلت لمعاذ: عن النبي - عليه السلام -؟ قال: لا شك ولا مرية".

                                                قوله: "في صلاة الآيات" أي العلامات مثل الخسوف والكسوف والظلمة الشديدة والريح الشديد والزلزلة ونحو ذلك.




                                                الخدمات العلمية