حديث العابد والرمانة
[ 4300 ] أخبرنا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، [ ص: 342 ] حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، عبد الله بن صالح المصري ، حدثني سليمان بن هرم القرشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " خرج من عندي خليلي آنفا جابر بن عبد الله جبريل عليه السلام فقال يا محمد والذي بعثني بالحق إن لله لعبدا من عباده ، عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا ، في ثلاثين ذراعا، محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية ، وأخرج الله له عينا عذبا بعرض الأصبع تبض بماء عذب ، فيستنقع في أصل الجبل ، وشجرة رمان يخرج كل ليلة رمانة فعذبه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ، ثم قام إلى صلاته ، فتمنى ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلا ، حتى يبعثه وهو ساجد ففعل ، فنحن نمر عليه إذا أهبطنا وإذا عرجنا فنجده في العلم فيقول : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : بل بعملي فيقول الله لملائكته : قايسوا بنعمتي عليه وبعمله فيوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادته خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه ، فيقول : أدخلوا عبدي النار قال فيجر إلى النار فينادي رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول : ردوه فيوقف بين يدي الله تعالى فيقول : يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا ؟ فيقول : أنت يا رب فيقول له : كان ذلك من قبلك أم برحمتي فيقول : بل برحمتك فيقول : من قواك لعبادة خمسمائة سنة ؟ [ ص: 343 ] فيقول : أنت ، فيقول : من أنزلك في جبل وسط اللجة ، وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح ، وأخرج كل ليلة رمانة ؟ وإنما تخرج في السنة مرة وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك فيقول : أنت يا رب ، قال فذلك برحمتي ، فبرحمتي أدخلت الجنة أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فنعم العبد كنت يا عبدي فأدخله الجنة قال يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : رب بعملي جبريل عليه السلام إنما الأشياء برحمة الله يا محمد " .