الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3921 ] أخبرنا أبو الحسن بن محمد المقرئ ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا عمر بن مرزوق ، أخبرنا شعبة ، عن الحكم ، عن عروة بن النزال - أو النزال بن عروة - ، عن معاذ بن جبل قال قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، قال : " بخ لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة أولا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه أما رأس الأمر فالإسلام من أسلم سلم وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله أولا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة [ ص: 94 ] تكفر الخطيئة وقيام الليل من جوف الليل " . قال وتلا هذه الآية : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) .

قال الحليمي رحمه الله : " ومعنى هذا والله أعلم ، أن الإسلام هو الذي لا يصح شيء من العمل إلا به ، وإذا فات لم يبق معه عمل ، فهو كالرأس الذي لا يسلم شيء من الأعضاء إلا ببقائه ، فإذا فارق الجملة لم ينتفع بعده بشيء من الأعضاء . وأما الصلاة فإنها عمود الأمر والأمر هو الدين ، لأن الإسلام لا ينفع ولا يثبت من غير الصلاة ولا يغني قبولها عن فعلها ؛ لأن الإسلام وحده لا يحقن الدم حتى يكون معه إقام الصلاة . وأما قوله " ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " فقد قيل معناه أي لا شيء من معالم الإسلام أشهر ولا أظهر منه ، فهو كذروة السنام التي لا شيء من البعير أعلى منه ، وعليه يقع بصر الناظر من بعده وبسط الكلام في شرحه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية