كلام المحدث على الحديث ووصفه إياه بالصحة
والثبوت وغير ذلك من الصفات والنعوت
* يستحب للراوي أن ينبه على فضل ما يرويه ، ويبين المعاني التي لا يعرفها إلا الحفاظ من أمثاله ، وذويه ، فإن كان الحديث عاليا علوا متفاوتا وصفه بذلك .
1361 - كما أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ ، أنا نا دعلج بن أحمد ، نا موسى بن هارون ، قال : إسحاق بن راهويه سليمان بن نافع العبدي بحلب قال : قال أبي : وفد المنذر بن ساوى من البحرين حتى أتى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومع المنذر أناس ، وأنا غليم لا أعقل أمسك جمالهم ، قال : فذهبوا مع سلاحهم ، فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووضع المنذر سلاحه ، ولبس ثيابا كان معه ، ومسح لحيته بدهن ، فأتى نبي الله ، فسلم عليه ، وأنا مع الجمال أنظر إلى نبي الله ، فقال المنذر : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رأيت منك ما لم أر من أصحابك " . قلت : وما رأيت مني يا نبي الله ؟ قال : " وضعت سلاحك ، ولبست ثيابك ، وتدهنت " . قلت : يا نبي الله ، أشيء جبلت عليه أم شيء أحدثته ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بل شيء جبلت عليه " . قال : فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم النبي : " أسلمت عبد القيس طوعا ، وأسلم الناس كرها ، فبارك الله في عبد القيس ، وموالي القيس " . أو قال : موالي عبد القيس - أنا أشك - فقال لي : إني [ ص: 121 ] نظرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما أني أنظر إليك ، ولكني لم أعقل ، قال : ومات أبي وهو ابن عشرين ومائة سنة . قال أخبرني ليس عند موسى بن هارون : حديث أرفع من هذا . وهذا القول صحيح ، لأن إسحاق بن راهويه إسحاق لم يلق من حدثه عمن شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا الرجل ، فقد دخل به إسحاق في جملة القرن الثالث ، وحصل له فضيلة قول النبي صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " .