الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            1845 - حدثني علي بن أحمد المؤدب ، نا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد ، أخبرني أبي أن القاسم بن نصر المخرمي حدثهم قال : سمعت علي بن المديني يقول : " قدمت الكوفة ، فعنيت بحديث الأعمش ، فجمعتها ، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن ، فسلمت عليه ، فقال : هات يا علي ما عندك ، فقلت : ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا ، قال : فغضب ، فقال : هذا كلام أهل العلم ، ومن يضبط العلم ، ومن يحيط به ، مثلك يتكلم بهذا ؟ أمعك شيء تكتب فيه ؟ قلت : نعم ، قال : اكتب . قلت : ذاكرني ، فلعله عندي . قال : اكتب ، لست أملي عليك إلا ما ليس عندك . قال : فأملى علي ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا ، ثم قال : لا تعد ، قلت : لا أعود . قال علي : فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب فقال : امض بنا إلى عبد الرحمن حتى أفضحه اليوم في المناسك ، قال علي : وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج ، قال : فذهبنا فدخلنا عليه فسلمنا وجلسنا بين يديه ، فقال : هاتا ما عندكما ، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة ؟ قال : نعم ، ما أحد يفيدنا في الحج شيئا ، فأقبل عليه بمثل ما أقبل علي ، ثم قال : يا سليمان ، ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت فوقع على أهله ؟ فاندفع سليمان ، فروى : يتفرقان حيث اجتمعا ، ويجتمعان حيث تفرقا ، قال : ارو : ومتى يجتمعان ؟ ومتى يفترقان ؟ قال : فسكت سليمان ، فقال : اكتب ، وأقبل يلقي عليه المسائل ، ويملي عليه ، حتى كتبنا ثلاثين مسألة في كل مسألة يروي الحديث والحديثين ، ويقول : سألت مالكا ، وسألت سفيان ، وعبيد الله بن الحسن . قال : فلما قمت قال : لا تعد ثانيا . يقول مثل ما قلت ، فقمنا وخرجنا . قال : فأقبل علي سليمان فقال : إيش خرج علينا من صلب مهدي هذا ؟ كأنه كان قاعدا معهم سمعت مالكا وسفيان وعبيد الله " . [ ص: 278 ]

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية