الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            1623 - نا يعقوب قال : نا هارون بن إسحاق الهمذاني قال : نا المحاربي ، عن الحجاج بن دينار الواسطي ، عن ابن سيرين ، عن عبيدة قال : " جاء عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس إلى أبي بكر ، فقالا : يا خليفة رسول الله ، إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة ، فإن رأيت أن تقطعناها ، لعلنا نحرثها ، ونزرعها ، فلعل الله ينفع بها بعد اليوم . قال : فأقطعهما إياها ، وكتب لهما كتابا ، وأشهد - وعمر ليس في القوم - فانطلقا إلى عمر ليشهداه ، فوجداه قائما يهنأ بعيرا له ، فقالا : إن أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب ، أفنقرأ عليك ، أو تقرأ ؟ قال : أنا على الحال التي ترياني ، فإن شئتما فاقرآ ، وإن شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ . قالا : بل نقرأه ، فقرآ ، فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما ، ثم تفل فيه ، فمحاه ، فتذمرا ، وقالا مقالة سيئة ، فقال : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما - والإسلام يومئذ ذليل - ، وإن الله عز وجل قد أعز الإسلام ، فاذهبا فاجهدا عهدكما ، لا أرعى الله عليكما إن رعيتما " . قال : فأقبلا إلى أبي بكر وهما متذمران ، فقالا : والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر ؟ فقال : بل هو لو كان شاء ، فجاء عمر مغضبا حتى وقف على أبي بكر ، فقال : أخبرني عن هذه الأرض التي أفأقطعتها هذين الرجلين ، أرض لك خاصة ، ، أم هي بين المسلمين عامة ؟ [ ص: 205 ] قال : بل هي بين المسلمين عامة ، قال : فما حملك على أن تخص هذين بها دون جماعة المسلمين ؟ قال : استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا علي بذلك ، قال : آستشرت هؤلاء الذين حولك ؟ أكل المسلمين أوسعت مشورة ورضى ؟ قال : فقال أبو بكر : قد كنت قلت لك : إنك أقوى على هذا الأمر مني ، ولكنك غلبتني " .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية