1623 - نا يعقوب قال : نا هارون بن إسحاق الهمذاني قال : نا المحاربي ، عن الحجاج بن دينار الواسطي ، عن عن ابن سيرين ، عبيدة قال : " جاء عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس إلى فقالا : يا خليفة رسول الله ، إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة ، فإن رأيت أن تقطعناها ، لعلنا نحرثها ، ونزرعها ، فلعل الله ينفع بها بعد اليوم . قال : فأقطعهما إياها ، وكتب لهما كتابا ، وأشهد أبي بكر ، - وعمر ليس في القوم - فانطلقا إلى عمر ليشهداه ، فوجداه قائما يهنأ بعيرا له ، فقالا : إن قد أشهدك على ما في هذا الكتاب ، أفنقرأ عليك ، أو تقرأ ؟ قال : أنا على الحال التي ترياني ، فإن شئتما فاقرآ ، وإن شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ . قالا : بل نقرأه ، فقرآ ، فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما ، ثم تفل فيه ، فمحاه ، فتذمرا ، وقالا مقالة سيئة ، فقال : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما - والإسلام يومئذ ذليل - ، وإن الله عز وجل قد أعز الإسلام ، فاذهبا فاجهدا عهدكما ، لا أرعى الله عليكما إن رعيتما " . قال : أبا بكر وهما متذمران ، فقالا : والله ما ندري أنت الخليفة أم أبي بكر عمر ؟ فقال : بل هو لو كان شاء ، فجاء فأقبلا إلى عمر مغضبا حتى وقف على فقال : أخبرني عن هذه الأرض التي أفأقطعتها هذين الرجلين ، أرض لك خاصة ، ، أم هي بين المسلمين عامة ؟ [ ص: 205 ] قال : بل هي بين المسلمين عامة ، قال : فما حملك على أن تخص هذين بها دون جماعة المسلمين ؟ قال : استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا علي بذلك ، قال : آستشرت هؤلاء الذين حولك ؟ أكل المسلمين أوسعت مشورة ورضى ؟ قال : فقال أبي بكر ، قد كنت قلت لك : إنك أقوى على هذا الأمر مني ، ولكنك غلبتني " . أبو بكر :