الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            معلومات الكتاب

                                                            الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع

                                                            الخطيب البغدادي - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت

                                                            صفحة جزء
                                                            كتب أشعار المتقدمين

                                                            * في الشعر الحكم النادرة ، والأمثال السائرة ، وشواهد التفسير ، ودلائل التأويل ، فهو ديوان العرب ، والمقيد للغاتها ، ووجوه خطابها ، فلزم كتبه للحاجة إلى ذلك .

                                                            1601 - أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا أبو أسامة ، حدثني عمرو بن ميمون قال : سمعت ابن حاضر أو أبا حاضر - رجلا من الأزد - يقول : سمعت [ ص: 198 ] ابن عباس يقول : " إني لجالس عند معاوية ، إذ قرأ هذه الآية : (وجدها تغرب في عين حامية) ، فقلت : ما تقرأ إلا ( حمئة ) فقال معاوية لعبد الله بن عمرو : كيف تقرأها ؟ قال : كما قرأتها يا أمير المؤمنين ، قال ابن عباس : فقلت : في بيتي نزل القرآن . فأرسل معاوية إلى كعب ، فجاءه ، فقال : أين تجد الشمس تغرب في التوراة يا كعب ؟ قال : أما العربية فأنتم أعلم بها ، وأما الشمس فإني أجدها في التوراة تغرب في ماء وطين ، وأشار كعب بيده إلى المغرب ، فقلت لابن عباس : أما إني لو كنت عندكما لرفدتك كيما تزداد به بصرا في قوله ( حمئة ) فقال ابن عباس : ما هو ؟ فقلت : فيما نأثر من قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين في تعلقه بالعلم واتباعه إياه : قوله :


                                                            بلغ المشارق والمغارب يبتغي أسباب أمر من حكيم مرشد     فرأى معاد الشمس عند غروبها
                                                            في عين ذي خلب وثأط حرمد



                                                            قال ابن عباس : وما الخلب ؟ قلت : الطين بكلامهم قال : فما الثأط ؟ قلت : الحمأة قال : وما الحرمد ؟ قلت : الأسود قال : فدعا رجلا ، أو غلاما ، فقال : اكتب ما يقول هذا " .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية