* وفيه " ليس وراء الله مرمى " أي ليس بعد الله لطالب مطلب ، فإليه انتهت العقول ووقفت ، فليس وراء معرفته والإيمان به غاية تقصد . والمرمى : الغرض الذي ينتهي إليه سهم الرامي . قال النابغة : [ ص: 178 ]
وليس وراء الله للمرء مذهب
* ومنه حديث الشفاعة إبراهيم : إني كنت خليلا من وراء وراء " هكذا يروى مبنيا على الفتح : أي من خلف حجاب . " يقول* ومنه حديث معقل " أنه حدث ابن زياد بحديث ، فقال : أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من وراء وراء ؟ " أي ممن جاء خلفه وبعده .
* وفي حديث " أنه قال لرجل رأى معه صبيا : هذا ابنك ؟ قال : ابن ابني . قال : هو ابنك من الوراء " يقال لولد الولد : الوراء . الشعبي
( ه ) وفيه " " هو من الوري : الداء ; يقال : وري يورى فهو موري ، إذا أصاب جوفه الداء . لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا
قال الأزهري : الوري ، مثال الرمي : داء يداخل الجوف . يقال : رجل موري ، غير مهموز .
وقال الفراء : هو الورى ، بفتح الراء .
وقال ثعلب : هو بالسكون : المصدر ، وبالفتح : الاسم .
وقال الجوهري : " ورى القيح جوفه يريه وريا : أكله " .
وقال قوم : معناه : حتى يصيب رئته . وأنكره غيرهم ; لأن الرئة مهموزة ، وإذا بنيت منه فعلا قلت : رآه يرآه فهو مرئي .
وقال الأزهري : إن الرئة أصلها من ورى ، وهي محذوفة منه . يقال : وريت الرجل فهو موري ، إذا أصبت رئته . والمشهور في الرئة الهمز .
( س ) وفي حديث تزويج خديجة " نفخت فأوريت " يقال : ورى الزند يري ، إذا [ ص: 179 ] خرجت ناره ، وأوراه غيره ، إذا استخرج ناره . والزند : الواري الذي تظهر ناره سريعة .
قال الحربي : كان ينبغي أن يقول : قدحت فأوريت .
( ه ) ومنه حديث علي " حتى أورى قبسا لقابس " أي أظهر نورا من الحق لطالب الهدى .
( س ) وفي حديث فتح أصبهان " تبعث إلى أهل البصرة فيوروا " هو من وريت النار تورية ، إذا استخرجتها . واستوريت فلانا رأيا : سألته أن يستخرج لي رأيا .
ويحتمل أن يكون من التورية عن الشيء ، وهو الكناية عنه .
( ه ) وفي حديث عمر " أن امرأة شكت إليه كدوحا في ذراعيها من احتراش الضباب ، فقال : لو أخذت الضب فوريته ، ثم دعوت بمكتفة فأملته كان أشبع " وريته : أي روغته في الدهن والدسم ، من قولك : لحم وار : أي سمين .
( ه ) ومنه حديث الصدقة وفي الشوي الوري مسنة فعيل بمعنى فاعل .