الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نعا ) ( س ) في حديث عمر " إن الله نعى على قوم شهواتهم " أي عاب عليهم . يقال : نعيت على الرجل أمرا ; إذا عبته به ووبخته عليه . ونعى عليه ذنبه : أي شهره به .

                                                          ( س ) ومنه حديث أبي هريرة " ينعى علي امرأ أكرمه الله على يدي " أي يعيبنى بقتلى رجلا أكرمه الله بالشهادة على يدي . يعني أنه كان قتل رجلا من المسلمين قبل أن يسلم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث شداد بن أوس " يا نعايا العرب ، إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية " وفي رواية " يا نعيان العرب " يقال : نعى الميت ينعاه نعيا ونعيا ، إذا أذاع موته ، وأخبر به ، وإذا ندبه .

                                                          [ ص: 86 ] قال الزمخشري : في نعايا ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون جمع نعي ، وهو المصدر ، كصفي وصفايا ، والثاني : أن يكون اسم جمع ، كما جاء في أخية : أخايا ، والثالث : أن يكون جمع نعاء ، التي هي اسم الفعل ، والمعنى يا نعايا العرب جئن فهذا وقتكن وزمانكن ، يريد أن العرب قد هلكت . والنعيان مصدر بمعنى النعي . وقيل : إنه جمع ناع ، كراع ورعيان . والمشهور في العربية أن العرب كانوا إذا مات منهم شريف أو قتل بعثوا راكبا إلى القبائل ينعاه إليهم ، يقول : نعاء فلانا ، أو يا نعاء العرب : أي هلك فلان ، أو هلكت العرب بموت فلان . فنعاء من نعيت : مثل نظار ودراك . فقوله " نعاء فلانا " معناه انع فلانا ، كما تقول : دراك فلانا : أي أدركه . فأما قوله يا نعاء العرب ، مع حرف النداء فالمنادى محذوف ، تقديره : يا هذا انع العرب ، أو يا هؤلاء انعوا العرب ، بموت فلان ، كقوله تعالى : " ألا يا اسجدوا " أي يا هؤلاء اسجدوا ، فيمن قرأ بتخفيف ألا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية