[ ص: 237 ] حرف الهاء
باب الهاء مع الهمزة 29 ( ها ) ( ه ) في حديث الربا هو أن يقول كل واحد من البيعين : هاء فيعطيه ما في يده ، كحديثه الآخر لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا هاء وهاء يعني مقابضة في المجلس . " إلا يدا بيد "
وقيل : معناه : هاك وهات : أي خذ وأعط .
قال الخطابي : أصحاب الحديث يروونه " ها وها " ساكنة الألف . والصواب مدها وفتحها ، لأن أصلها هاك : أي خذ ، فحذفت الكاف وعوضت منها المدة والهمزة . يقال للواحد : هاء ، وللاثنين : هاؤما ، وللجميع : هاؤم .
وغير الخطابي يجيز فيها السكون على حذف العوض ، وتتنزل منزلة " ها " التي للتنبيه . وفيها لغات أخرى .
* ومنه حديث عمر ، لأبي موسى " ها ، وإلا جعلتك عظة " أي هات من يشهد لك على قولك .
* ومنه حديث علي " ها ، إن ها هنا علما ، وأومأ بيده إلى صدره ، لو أصبت له حملة " ها مقصورة : كلمة تنبيه للمخاطب ، ينبه بها على ما يساق إليه من الكلام . وقد يقسم بها . فيقال : لا ها الله ما فعلت : أي لا والله ، أبدلت الهاء من الواو .
* ومنه حديث أبي قتادة يوم حنين " قال أبو بكر : لا ها الله إذا ، لا يعمد إلى أسد من أسد الله ، يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه " هكذا جاء الحديث " لا ها الله إذا " والصواب " لا ها الله ذا " بحذف الهمزة ، ومعناه : لا والله لا يكون ذا ، أو لا والله الأمر ذا ، فحذف [ ص: 238 ] تخفيفا . ولك في ألف " ها " مذهبان : أحدهما تثبت ألفها ; لأن الذي بعدها مدغم ، مثل دابة ، والثاني أن تحذفها لالتقاء الساكنين .