والأصل الثاني الأنف ، معروف ، والعدد آنف ، والجمع أنوف . وبعير مأنوف يساق بأنفه ، لأنه إذا عقره الخشاش انقاد . وبعير أنف وآنف مقصور ممدود . ومنه الحديث : المسلمون هينون لينون ، كالجمل الأنف ، إن قيد انقاد وإن أنيخ استناخ . ورجل أنافي عظيم الأنف . وأنفت الرجل : ضربت أنفه . وامرأة أنوف طيبة ريح الأنف . فأما قولهم : أنف من كذا ، فهو من الأنف أيضا ، وهو كقولهم للمتكبر : " ورم أنفه " . ذكر الأنف دون سائر الجسد لأنه يقال : شمخ بأنفه ، يريد رفع رأسه كبرا ، وهذا يكون من الغضب . قال :
ولا يهاج إذا ما أنفه ورما
أي : لا يكلم عند الغضب . ويقال : " وجعه حيث لا يضع الراقي أنفه " . يضرب لما لا دواء له . قال أبو عبيدة : بنو أنف الناقة بنو جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد ، يقال : إنهم نحروا جزورا كانوا غنموها في بعض غزواتهم ، [ ص: 147 ] وقد تخلف جعفر بن قريع ، فجاء ولم يبق من الناقة إلا الأنف فذهب به ، فسموه به . هذا قول أبي عبيدة . وقال الكلبي : سموا بذلك لأن قريع بن عوف نحر جزورا وكان له أربع نسوة ، فبعث إليهن بلحم خلا أم جعفر ، فقالت أم جعفر : اذهب واطلب من أبيك لحما . فجاء ولم يبق إلا الأنف فأخذه فلزمه وهجي به . ولم يزالوا يسبون بذلك ، إلى أن قال الحطيئة :قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا
وأنفي في المقامة وافتخاري
قال الخليل : أنف اللحية طرفها ، وأنف كل شيء أوله . قال :وقد أخذت من أنف لحيتك اليد
وأنف الجبل : أوله وما بدا لك منه . قال :خذا أنف هرشى أوقفاها فإنه كلا جانبي هرشى لهن طريق
[ ص: 148 ]
أنف كلون دم الغزال معتق من خمر عانة أو كروم شبام
بكل هتوف عجسها رضوية وسهم كسيف الحميري المؤنف